خالد أصلح الله الأمير أئذن لي في كلام شريك فقال إنك لا تطيقه قال أئذن لي في كلامه قال شأنك فلما دخل شريك وجلس له قال له الزبير يا أبا عبد الله ان الناس يزعمون انك تنال من الشيخين فاطرق مليا ثم رفع رأسه فقال والله ما استحللت ذاك من أبيك وكان أول من نكث في الاسلام كيف استحله من الشيخين وروى الكشي في ترجمة محمد بن مسلم بسند معتبر شهد أبو كريبة الأزدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك بشهادة وهو قاض فنظر في وجهيهما مليا ثم قال جعفريان فاطميان فبكيا فقال لهما ما يبكيكما فقالا له نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا ان يكونوا من إخوانهم لما يرون من سخيف ورعنا ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا ان يكونوا من شيعته فان تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل فينا فتبسم شريك ثم قال إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكما، يا وليد أجزاهما هذه المرة فحججنا فأخبرنا أبا عبد الله أي جعفر الصادق ع بالقصة فقال ما لشريك شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار اه. وفي هذا الحديث دلالة واضحة على تشيع شريك اما الدعاء عليه فالظاهر أنه لتوليه القضاء من قبل امراء الجور. وفي التعليقة عن كشف الغمة ان شريكا قال كان يجب على الخليفة ان يعمل مع فاطمة بموجب الشرع وأقل ما يجب عليه ان يستحلفها على دعواها ان النبي ص أعطاها فدكا في حياته وان عليا وأم أيمن لما شهدا لها بقي ربع الشهادة فردها بعد الشاهدين لا وجه له إلى أن قال: الله المستعان في مثل هذا الامر اه.
الذين روى عنهم ورووا عنه في تاريخ بغداد: أدرك عمر بن عبد العزيز وسمع أبا إسحاق السبيعي ومنصور بن المعتمر وعبد الملك بن عمير وسماك بن حرب وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن الأقمر وزبيد اليامي وعاصما الأحول وعبد الله بن محمد بن عقيل وابن راشد وهلال الوزان وأشعث بن ثوار وشبيب بن غرقدة وحكيم بن جبير وجابر الجعفي وعلي بن بذيمة وعمار الدهني وسليمان الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد. روى عنه عبد الله بن المبارك وعباد بن العوام ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وأبو نعيم ويحيى بن الحماني وعلي بن الجعد وخلف بن هشام ومحرز بن عوانة وبشر بن الوليد وعبد الله بن عون الخزار ومحمد بن سليمان لوين وزاد في تهذيب التهذيب في مشايخه زياد بن علاقر والعباس بن ذريح وإبراهيم بن جرير العجلي والركين بن السائب. وفي تلاميذه يحيى وخصيفة وعاصم بن كيب وعبد العزيز بن رفيع والمقدام بن شريح وهشام بن عروة وعبد الله بن عمر وعمارة بن القعقاع وعطاء بن السائب. وفي تلاميذه يحيى بن آدم ويونس بن محمد المؤدب والفضل بن موسى السينافي وعبد السلام بن حرب وهشيم وأبا النضر هاشم بن القاسم وأبا احمد الزبيري والأسود بن عامر شاذان وأبا أسامة وحسين بن محمد المروزي وحجاج بن محمد وإسحاق بن عيسى بن الطاع وحاتم بن إسماعيل ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبو غسان النهدي وابنا أبي شيبة وعلي بن حجر ومحمد بن الصباح الدولابي ومحمد بن الطفيل النخعي وقتيبة بن سعيد وابنه عبد الرحمن بن شريك وخلق من أواخرهم عباد بن يعقوب الرواجني وحدث عنه محمد بن إسحاق وسلمة بن تمام الشقري وغيرهما من شيوخه اه. ثم حكى عن ابن معين انه ثقة وفي نقل آخر ثقة ثقة ونقل بعض القدح فيه ورده.
1218: شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي الأزدي مولاهم الواسطي ثم البصري.
ولد بواسطة سنة 85 أو 82 أو 83 وتوفي في جمادى الآخرة بالبصرة سنة 160 وله 77 سنة.
أقوال العلماء فيه قال الشيخ في رجاله: في رجال الصادق ع شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكي الواسطي أسند عنه وعن البيان والتبيين للجاحظ شعبة بن الحجاج بن الورد مولى الأشاقر عتاقة. وقال الأستاذ حسن السندوبي المصري في حواشي البيان والتبيين كان شعبة من أصحاب الحديث شيعي الرأي وكان شاعرا متكلما به لثغة وكان يقول والله لأنا في الشعر أسلم مني في الحديث ولو أردت الله ما خرجت إليكم ولو أردتم الله ما جئتموني ولكنا نحب المدح ونكره الذم اه وهذا تواضع منه وشدة اتهام لنفسه ولهم أو ان المخاطب بذلك الشعراء، وفي تهذيب التهذيب شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم أبو بسطام الواسطي ثم البصري عن أحمد لم يكن من زمن شعبة مثله في الحديث ولا أحسن حديثا منه قسم له من هذا حظ. وعنه كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن يعنى في الرجال وبصره بالحديث وتثبته وتنقيته للرجال وقال حماد بن زيد هو فارس في الحديث فخذوا عنه وقال حماد بن سلمة إذا أردت الحديث فالزم شعبة وقال حماد بن زيد ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة فإذا خالفني شعبة في شئ تركته وكان الثوري يقول شعبة أمير المؤمنين في الحديث وقال أبو حنيفة نعم حشو المصر هو وقال الشافعي لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق وقال شعبة لئن انقطع أحب إلي من أن أقول لما لم أسمع سمعت وقال يزيد بن زريع كان شعبة من أصدق الناس في الحديث وقال أبو بحر البكراوي ما رأيت اعبد من شعبة لقد عبد الله حتى جف جلده على ظهره وقال مسلم بن إبراهيم ما دخلت على شعبة في وقت صلاة قط الا رأيته قائما يصلي وقال وكيع اني لأرجو ان يرفع الله لشعبة في الجنة درجات لذبه عن رسول الله ص وقال يحيى القطان ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شعبة وقال أبو داود لما مات شعبة قال سفيان مات الحديث وقال ابن سعد كان ثقة مأمونا ثبتا حجة صاحب حديث وقال أبو بكر بن منجويه كان من سادات أهل زمانه حفظا واتقانا وورعا وفضلا وهو أول من فتش بالعراق عن امر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين وصار علما يقتدى به وقال أبو داود شعبة يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه يعني في الأسماء وقال ابن معين كان شعبة صاحب نحو وشعر وقال الأصمعي لم أر أحدا اعلم بالشعر منه وقال شعبة تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل وقال أبو إدريس شعبة قبان المحدثين وقال الحاكم شعبة امام الأئمة في معرفة الحديث بالبصرة رأى بعض الصحابة وسمع من أربعمائة من التابعين وفي تاريخ بغداد شعبة بن الحجاج بن الورد أبو بسطام العتكي مولاهم واسطي الأصل بصري الدار قال القاضي إسماعيل كان مولى للعتيك وأصله بصري ونشأ بواسط وولد بواسط وانتقل إلى البصرة وعلمه كوفي. وبسنده عن الأصمعي لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة أنشدني أبو عمرو بن العلاء:
فما جبنوا انا نشد عليهم * ولكن رأوا نارا تحس وتلفع