قال السيد شهاب الدين الحسيني فيما كتبه إلينا: هو العلامة الرحالة المؤرخ الراوية الثقة الثبت الأديب المحدث.
له كتب شريفة أشهرها كتاب وقائع السنين شرع فيه من زمن هبوط آدم ع إلى سنة 1097 وذكر في كل سنة ما وقع فيها من الحوادث على نهاية الاختصار مع الإشارة إلى المصادر. ثم إن ابنه المير محمد حسين كتب الوقائع بعد سنة 1097 إلى عصره. والأصل والتذييل كلاهما عند السيد شهاب الدين الحسيني النجفي النسابة نزيل قم الذي ارسل إلينا هذه الترجمة وكذا نسب المترجم في كتابه المشجر.
زار مشهد الرضا ع سنة 1082 وحج ودخل اليمن زمن امامها المتوكل على الله إسماعيل بن قاسم الحسيني الزيدي. يروي عن جماعة منهم المولى محمد باقر السبزواري صاحب الكفاية. والسيد دوست محمد الحسيني نزيل مكة الشهيد بها، والمجلسي الأول، والملا ميرزا الشيرواني، والميرزا رفيعا النائيني وغيرهم. ومن تأليفه: كتاب العقلية وهو شرح الشاطبية في التجويد بالفارسية، كتبه باسم بعض امراء الصفوية. خلف أولاده المير محمد جعفر والمير محمد صادق والمير محمد حسين اه.
1495: الشيخ عبد الحسين الأعسم ابن الشيخ محمد علي بن الحسين بن محمد الأعسم الزبيدي النجفي.
ولد في حدود سنة 1177 وتوفي سنة 1247 بالطاعون العام في النجف الأشرف.
كان عالما فقيها أصوليا ثقة محققا مدققا مؤلفا أديبا شاعرا مفلقا مشهورا يفضل على أبيه في الشعر وكان معاصرا للشيخ محمد رضا وابنه الشيخ احمد النحويين وآل الفحام. تخرج على أساتذة أبيه السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وقرأ على المحقق السيد محسن الأعرجي الكاظمي صاحب المحصول وشرح منظومات والده الثلاث في المواريث والرضاع والعدد بأمره وطبعت مع الشرح وخلفه في كل مزية له فاضلة وله كتاب ذرائع الافهام إلى احكام شرائع الاسلام برز منه كتاب الطهارة في ثلاثة اجزاء رأيت منه الجزء الثاني فرع من تبييضه سنة 1239 في رمضان والجزء الثالث فرع من تبييضه يوم حادي عشر الشهر الثاني عشر من سنة ثالث أول مراتب العدد وخامس ثانيها وثالث ثالثها وثاني رابعها وله مراث في سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين ع مشهورة متداولة ومنها قصائده التي على ترتيب حروف المعجم وشهرتها تغني عن الإطالة بنقلها وأوردناها في كتابنا الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد.
من شعره قوله:
دنا مكرها يوم الفراق يوادعه * تسابقه قبل الوداع مدامعه وقد كاد ان يرفض شجو فؤاده * عن الصدر لولا تحتويه أضالعه بنفسي حبيبا لم يدع لي تجلدا * لتوديعه لما غدوت أوادعه أعانقه والطرف يرعف خاشعا * وما الصب الا راعف الطرف خاشعة وقد علقت كفاي شوقا بكفه * كما ضمت الطفل الرضيع مراضعه اعرف بالشكوى إليه ومهجتي * تنازع من أشواقها ما تنازعه ولما سمعت الركب حنت حداتهم * وهي جلدي من هول ما انا سامعه وقلت لشوقي كيفما شئت فاحتكم * لك الامر فاصنع في ما أنت صانعه ولاح دعا للصبر من لا يجيبه * وقاد إلى السلوان من لا يطاوعه يكلفني صبرا خلعت رداءه * وهيهات مني لبس ما انا خالعه فمن لمشوق لم يخض جفن عينه * غرار ولم تفتق لنصح مسامعه إذا رام ان يخفي هواه وشت به * مدامع تبدي ما تجن أضالعه فوا لهفتا من بين خل موافق * يراجعني في امره وأراجعه يواصل من واصلته غير طامح * لغيري ويغدو قاطعا من أقاطعه تعقبه هجر تلظى شجونه * بأحشاي حتى يجمع الشمل جامعه وله:
ستسمع لي إذا علقت بناني * معارفهن مطلقة العنان أتعلم أن لي مرمى بعيدا * عليك وان شأنك غير شاني اكلت دما ان استبقيت نفسا * تفر من الحمام إلى الهوان سأمضي للتي ان طوحت بي * بلغت بها نهايات الأماني بعزمة فاتك السطوات زرت * غلالته على عضب يماني تمضمض عينه بغرار نوم * إذا امتلأت كرى عين الجبان يهش إلى الوغى لم يحل عيش * له بسوى الضراب أو الطعان تخال صليل قارعة المواضي * ألذ لديه من نغم الأغاني ولفحة مارج الهيجاء أشهى * إليه من ارتشاف المرغواني وخوض غمار معترك المنايا * أحب إليه من دعة الأمان لترتقب العدى مني نهارا * أعرفهم بموقفه مكاني الثم شمسه بالنقع حتى * ألاقي تحتها حلق البطان وكيف بهم إذا رعدت عليهم * سنابكهن بالحرب العوان عليها كل أغلب مستشيط * يغض على لواحظ أفعوان نكلت عن العلى ان لم اثرها * على الأعداء ساطعة الدخان فأروي من رقابهم حسامي * وأركز في حناجرهم سناني وامزج من دمائهم مدامي * وانصب فوق هامهم جفاني وله:
هي العزمات والهمم العوالي * ينال بها الفتى رتب المعالي فتى العلياء، من يسمو إليها * بقلب بالمنية لا يبالي وأي بعيدة لم تدنها لي * حراب السمهريات الطوال وما انا قانع بتلال مجد * إذا لم اسم شامخة الجبال ولي نفس تجادلني إذا ما * نهاني الحلم عن طول الجدال تفل حدود مرهفة المواضي * بعزمتها وتنحطم العوالي تزيد بكل قارعة مضاء * كما جاد الحسام على الصقال وثبت بها إلى كسب المعالي * كما نشط المؤبل من عقال واصلت الحسام ولست ممن * يهزون السيوف بلا قتال أأملأ مقلتي كرى وفئ * تقسم بين أوغاد النذال علام وما بباعي من قصور * ولا بغرار عزمي من كلال قنعت بعيش ذل ليس يخشى * به بطشي ولا يرجى نوالي