رواية أخرى للحاكم في سبب اسلام سلمان فيها مخالفة لما مر في المستدرك للحاكم وقد روي اسلام سلمان عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن سلمان من وجه صحيح بغير هذه السياقة فلم أجد من اخراجه بدا لما في الروايتين من الخلاف في المتن والزيادة والنقصان ثم روى بسنده عن أبي الطفيل حدثني سلمان الفارسي قال كنت رجلا من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق فكنت اعرف انهم ليسوا على شئ فقيل لي ان الدين الذي تطلب انما هو بالمغرب فخرجت حتى اتيت الموصل وذكر نحوا مما مر إلى أن قال فاجرى علي مثل ما كان يجري عليه وهو الخل والزيت والحبوب فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه أبكيه فقال ما يبكيك فقلت أبكي اني خرجت من بلادي اطلب الخير فرزقني الله صحبتك فعلمتني وأحسنت صحبتي فنزل بك الموت فلا أدري أين اذهب فقال لي أخ بالجزيرة مكان كذا وكذا وهو على الحق فائته فاقرأه مني السلام وأخبره اني أوصيت إليه وأوصيتك بصحبته فلما ان قبض الرجل خرجت فاتيت الرجل الذي وصفه لي فضمني إليه وذكر نحوا مما مر فلما نزل به الموت وذكر نحوا مما تقدم إلى أن قال فلا أدري أين أتوجه فقال تأتي أخا لي على درب الروم وذكر نحوا مما مر فلما قبض اتيته وذكر نحوا مما تقدم إلى أن قال ولا أدري أين أتوجه فقال لأدين وما بقي أحدا علمه على دين عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في الأرض ولكن هذا أو ان يخرج فيه نبي أو قد خرج بتهامة فإذا بلغك انه خرج فإنه النبي الذي بشر به عيسى صلوات الله وسلامه عليهما فكان لا يمر بي أحد الا سألته عنه فمر بي ناس من أهل مكة فسألتهم فقالوا نعم ظهر فينا رجل يزعم أنه نبي فقلت هل لكم ان أكون عبدا لبعضكم على أن تحملوني عقبه وتطعموني من الكسر فإذا بلغتم إلى بلادكم فان شاء ان يبيع باع وان شاء ان يستعبد استعبد فقال رجل منهم انا فصرت عبدا له حتى اتى مكة فجعلني في بستان له مع حبشان كانوا فيه فسالت امرأة من أهل بلادي فإذا أهل بيتها قد أسلموا قالت لي ان النبي ص يجلس في الحجر هو وأصحابه إذا صاح عصفور بمكة حتى إذا أضاء لهم الفجر تفرقوا فانطلقت إلى البستان فكنت اختلف فقال لي الحبشان ما لك قلت أشتكي بطني وانما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي ص ثم ذكر حديث خاتم النبوة والصدقة الهدية كما مر فأسلمت.
مكاتبته من الرق في أسد الغابة بسنده قال لي رسول الله ص كاتب يا سلمان عن نفسك فلم أزل بصاحبي حتى كاتبته على أن أغرس له ثلاثمائة ودية وعلى أربعين أوقية من ذهب فقال النبي ص للأنصار عينوا أخاكم بالنخل فأعانوني بالخمس والعشر حتى اجتمع لي فقال لي نقر لها ولا تضع منها شيئا حتى أضعه بيدي ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فاتيته فكنت آتيه بالنخلة فيضعها ويسوي عليها ترابا فانصرف والذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة وبقي الذهب فبينما هو قاعد إذ اتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من ذهب أصابه من بعض المعادن المغازي فقال ادع سلمان المسكين الفارسي المكاتب فقال أد هذه فقلت يا رسول الله وأين تقع هذه مما علي وروى أبو الطفيل عن سلمان قال أعانني رسول الله ص ببيضة من ذهب فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه وفي الاستيعاب اشتراه رسول الله ص من اليهود بكذا وكذا درهما وعلى ان يغرس لهم كذا وكذا من النخيل يعمل فيها سلمان حتى تدرك فغرس رسول الله ص النخل كله الا نخلة واحدة غرسها عمر فأطعم النخل كله الا تلك النخلة فقال رسول الله ص من غرسها فقالوا عمر فقلعها رسول الله ص وغرسها بيده فأطعمت من عامها. وروى الحاكم في المستدرك ج 3 ص 604 في حديث بسنده عن سلمان قال لي رسول الله ص اذهب فاشتر نفسك فقلت لصاحبي بعني نفسي قال نعم على أن تنبت لي مائة نخلة فما غادرت منها نخلة الا نبتت فأخبرت رسول الله ص ان النخل قد نبتت فأعطاني قطعة من ذهب فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر إنواة فوالله ما استغلت قطعة الذهب من الأرض وجئت إلى رسول الله ص فأخبرته فاعتقني: وفي ج ص 218 بسنده عن سلمان كاتبت أهلي على أن أغرس خمسمائة فسيلة فإذا علقت فانا حر فاتيت النبي ص فذكرت ذلك له فقال أغرس واشرط لهم فإذا أردت ان تغرس فائذني فجاء فجعل يغرس الا واحدة غرستها بيدي فعلقت جميعا الا تلك الواحدة. هذا حديث صحيح من حديث عاصم بن سليمان الأحول على شرط الشيخين ولم يخرجاه وروى الكشي بسنده عن أبي عبد الله ع الميثب هو الذي كاتب عليه سلمان فأفاءه الله على رسوله فهو في صدقتها يعني صدقة فاطمة ع. وفي القاموس في باب وثب الميثب بكسر الميم الأرض السهلة ومال بالمدينة إحدى صدقاته ص هكذا في كتب اللغة وهو غلط صريح والصواب ميث كميل من الأرض الميثاء اه.
أقوال العلماء فيه أقوال أصحابنا قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص سلمان الفارسي وفي أصحاب علي ع سلمان الفارسي مولى رسول الله ص يكنى أبا عبد الله أول الأركان الأربعة. وفي الخلاصة سلمان الفارسي مولى رسول الله ص يكنى أبا عبد الله أول الأركان الأربعة حاله عظيم جدا مشكور لم يغير وفي أصحاب الحسن أبو عبد الله سلمان ابن الاسلام مولى رسول الله ص وفي الفهرست سلمان روى خبر الجاثليق الرومي الذي بعثه ملك الروم بعد النبي ص أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن الحميري عمن حدثه عن إبراهيم بن الحكم الأسدي عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي وقاص وعن سلمان الفارسي وعن كمال الدين أو عن الشهيد الثاني في حاشية كمال الدين فليراجع رجال أبي علي فان النسخة التي نقلنا عنها منه مغلوطة ان سلمان ما سجد قط لمطلع الشمس وانما كان يسجد لله عز وجل وكانت القبلة التي امر بالصلاة إليها شرقية وكان أبواه يظنان انه انما يسجد لمطلع الشمس كهيأتهم وكان سلمان وصي وصي عيسى في أداء ما حمل اه. وفي المستدرك للحاكم بسنده سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله كان ولاؤه لرسول الله ص وفي رجال ابن داود سلمان الفارسي مولى رسول الله ص من أصحاب الرسول وعلي ع أبو عبد الله أول الأركان الأربعة اجل من أن يوضح حاله. وقال الكشي في رجاله حكي عن الفضل بن شاذان انه قال ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسي. وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء ان سلمان أول من صنف في الاسلام بعد جمع أمير