كان فيه مغمز غير ذلك لما سكتوا عنه لكن واصع هذا الكلام عن لسانه له غرض غير خفي على المتأمل.
ما نسب إليه فيمن لقبوا الرافضة ذكر كثير ممن تكلم على هذا اللقب من أخصام الشيعة وتلقفه الآخر عن الأول ان زيدا سئل لما كان يحارب جيش هشام عن الشيخين فقال هما صاحبا جدي وضجيعاه في قبره فرفضه جماعة فسموا الرافضة وذكرنا في الجزء الأول من هذا الكتاب انه يجوز ان يكون قال ذلك استصلاحا لعسكره ومن الذي يشك ان لهما هاتين الصفتين وان المروي انه لما أصابه السهم طلب السائل فأراه السهم وقال هما أوقفاني هذا الموقف.
ما نسب إليه في امر فدك روى ابن عساكر عن زيد انه قال لو كنت مكان أبي بكر لحكمت بمثل ما حكم به في فدك اه والناظر بانصاف في قصة فدك يعلم أن هذا الحديث موضوع على زيد ويدل على ذلك ما في شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 94 قال المرتضى أخبرنا أبو عبد الله المرزباني حدثني علي بن هارون اخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قال ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كلام فاطمة عند منع أبي بكر إياها فدكا وقلت له ان هؤلاء يزعمون أنه مصنوع وانه من كلام أبي العيناء لان الكلام منسوق البلاغة فقال لي رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أولادهم وقد حدثني به أبي عن جدي يبلغ به فاطمة على هذه الحكاية وقد رواه مشايخ الشيعة وتدارسوه قبل ان يوجد جد أبي العيناء وقد حدث الحسين بن علوان عن عطية العوفي انه سمع عبد الله بن الحسن بن الحسن يذكر عن أبيه هذا الكلام ثم قال أبو الحسين زيد وكيف ينكرون هذا من كلام فاطمة وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة ويحفظونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت اه.
حديث سد الأبواب في تاريخ دمشق لابن عساكر بسنده عن شعبة سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بالمدينة في الروضة يقول حدثني أخي محمد انه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله ص يقول سدوا الأبواب كلها الا باب علي وأوما بيده إلى باب علي.
قال مهذب تاريخ ابن عساكر: هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ورواه بمعناه الإمام أحمد في مسنده عن سعد بن مالك وعن ابن عمر ورواه النسائي في مناقب علي عن الحارث بن مالك وعن زيد بن أرقم ورواه أبو نعيم عن ابن عباس ورواه الحافظ بن حجر في كتابه القول المسدد في الرد على ابن الجوزي في جعله هذا الحديث موضوعا وأطال الكلام ثم قال هذا الحديث مشهور وله طرق متعددة كل طريق منها على انفراده لا يقصر عن رتبة الحسن ومجموعها ما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث اه قال وذكر الحافظ السيوطي أسانيده في كتابه اللآلئ المصنوعة وأطال في دفع الوضع عنه اه فظهر ان زعم الوضع فيه كبوة من ابن الجوزي.
حديث المعراج في تاريخ دمشق لابن عساكر عن أبيه عن جده عن علي صلى بنا رسول الله ص صلاة الفجر ذات يوم بغلس ثم التفت إلينا فقال أفيكم من رأى الليلة شيئا فقلنا لا يا رسول الله قال ولكني رأيت ملكين اتياني الليلة فأخذا بضبعي فانطلقا بي إلى السماء الدنيا وذكر حديثا طويلا فيه عقاب من ينام عن صلاة العشاء والنمام وآكل الربا والزناة ومن يعملون عمل قوم لوط ثم قال فمضيت فإذا انا بروضة فيها شيخ جليل لا أجمل منه وحوله الولدان وإذا انا بمنازل لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء فقالا تلك منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهذه منازلك وأهل بيتك الحديث بطوله.
ما قاله في البترية مر في البترية ما رواه الكشي في ترجمة سلمة بن كهيل بسنده عن سدير دخلت على أبي جعفر ع ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم وعند أبي جعفر اخوه زيد بن علي فقالوا لأبي جعفر نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعدائهم ونتولى غيرهم ونتبرأ من أعدائهم فالتفت إليهم زيد بن علي وقال لهم أتتبرأون من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ سموا البترية.
دلالته على قبر أمير المؤمنين ع عن فرحة الغري عن أبي حمزة الثمالي في حديث قال لما كانت ليلة النصف من شعبان اتيت إلى زيد بن علي وسلمت عليه وكان قد انتقل من دار معاوية بن إسحاق إلى دور بارق وبني هلال فلما جلست عنده قال يا أبا حمزة تقوم حتى نزور قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقلت نعم جعلت فداك إلى أن قال أبو جمزة فاتينا الذكوات البيض فقال هذا قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبعد ان زرناه رجعنا اه وكان قبره ع قد أخفي خوفا من بني أمية ولم يكن يعرفه الا ولده وخواص شيعتهم إلى أن أظهر أيام الرشيد.
خروجه والسبب فيه ومقتله في مروج الذهب ج 2 ص 181 في أيام هشام بن عبد الملك استشهد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 121 وقيل 122 وقد كان زيد بن علي شاور أخاه أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي فأشار عليه بان لا يركن إلى أهل الكوفة إذ كانوا أهل غدر ومكر وقال له بها قتل جدل علي وبها طعن عمك الحسن وبها قتل أبوك الحسين وفيها وفي أعمالها شتمنا أهل البيت وأخبره بما كان عنده من العلم في مدة ملك بني مروان وما يتعقبهم من الدولة العباسية فأبى الا ما عزم عليه من المطالبة بالحق فقال له اني أخاف عليك يا أخي ان تكون غدا المصلوب بكناسة الكوفة وودعه أبو جعفر واعلمه انهما لا يلتقيان اه وكان هذا مما اخذه الباقر عن آبائه ع عن جدهم الرسول ص وقال أبو بكر الخوارزمي في رسالته إلى شيعة نيسابور لما قصدهم واليها: واتصل البلاء مدة ملك المروانية إلى الأيام العباسية حتى إذا أراد الله ان يختم مدتهم بأكبر آثامهم ويجعل عظيم ذنوبهم في اخر أيامهم بعث عظيم ذنوبهم في اخر أيامهم بعث على بقية الحق المهمل والدين المعطل زيد بن علي فخذله منافقو أهل العراق وقتله أحزاب أهل