البرقعيدي فانفذ إليه سعد الدولة من حلب جيشا فجرت بينهم حروب وكان سعد الدولة قد كاتب عضد الدولة فانفذ عضد الدولة النقيب أبا احمد والد الشريف الرضي إلى البلاد التي بيد سلامة فتسلمها بعد حرب شديدة فاخذ عضد الدولة بنفسه الرقة ورد باقيها إلى سعد الدولة. وفي حوادث سنة 372 ان بكجور كان كتب للعزيز بمصر فوعده بولاية دمشق فلما كانت هذه السنة وقعت وحشة بين سعد الدولة وبكجور فأرسل سعد الدولة يأمره ان يفارق بلده فكتب بكجور إلى العزيز يطلب ما وعده به من ولاية دمشق ففعل ودخلها بكجور فأساء السيرة فيها وفي سنة 373 نزل فردوس الدمشق على باب حلب في خمسمائة ألف ما بين فارس وراجل وسعد الدولة بحلب غير محتفل به ثم التقى العسكران في الميدان فرجع عسكر فردوس أقبح رجوع وسير سعد الدولة جيشه خلفه حتى بلغ أنطاكية. وفي أعلام النبلاء يغلب على الظن ان هذا العدد مبالغ فيه وفي ذيل تجارب الأمم نقلا عن ابن القلانسي في حوادث سنة 373 كان لسعد الدولة غلام يعرف ببكجور فاصطنعه وقلده الرقة والرحبة واستكتب له أبا الحسن علي بن الحسين المغربي المعروف بالوزير المغربي ثم جحد الاحسان وحدث نفسه بالعصيان فأشار عليه كاتبه بمكاتبة العزيز صاحب مصر ففعل واستأذنه في قصد بابه فاذن له فسار عن الرقة ولقيته كتب صاحب مصر وعهده على دمشق فنزلها وتسلمها. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 374 ان باذ الكردي استولى على الموصل فكتب وزير صمصام الدولة إلى سعد الدولة وبذل له تسليم ديار بكر إليه فسير إليها جيشا فلم يكن لهم قوة بأصحاب باذ فعادوا إلى حلب. وفي حوادث سنة 378 عزل بكجور عن دمشق لأنه أساء السيرة فيها وفعل الافعال الذميمة فجهز العزيز إليه العساكر من مصر واقتتلوا عند داريا فانهزم بكجور وعسكره وتوجه إلى الرقة فاستولى عليها.
عصيان بكجور وقتله قال ابن الأثير وراسل بكجور بهاء الدولة بن بويه في الانضمام إليه وراسل باذا الكردي المتغلب على ديار بكر والموصل بالمسير إليه وراسل سعد الدولة بان يعود إلى طاعته فلم يجبه أحد منهم إلى شئ مما طلب فراسل رفقاء له من مماليك سعد الدولة فوافقوه على قصد بلد سعد الدولة وأخبروه انه مشغول بلذاته وشهواته عن طلب الملك فأرسل إلى العزيز صاحب مصر يطمعه في حلب ويقول له انها دهليز العراق ومتى اخذت كان ما بعدها أسهل منها ويطلب الأنجاد بالعساكر فاجابه العزيز إلى ذلك وأرسل إلى نزال والي طرابلس وغيره يأمرهم بتجهيز العساكر إلى بكجور وكتب عيسى وزير العزيز إلى نزال يأمره بمدافعة بكجور وأصحابه في المسير إليه فإذا تورط تخلى عنه العداوة بين عيسى وبكجور وواعد بكجور نزالا يوما للاجتماع على حلب وسار مغترا بقوله إلى بالس وحصرها خمسة أيام فامتنعت عليه وبلغ مسير بكجور سعد الدولة فسار عن حلب ومعه لؤلؤ الكبير مولى أبيه فأرسل إليه يدعوه إلى الموافقة ورعاية حق الرق والعبودية ويبذل له الاقطاع من الرقة إلى حمص فلم يقبل وكان سعد الدولة قد كاتب والي الروم بأنطاكية فأنجده بجيش كثير من الروم وكاتب من مع بكجور من العرب يرغبهم في الاقطاع والعطاء الكثير فمالوا إليه ووعدوه الهزيمة بين يديه فلما اشتد القتال عطف العرب على سواد بكجور فنهبوه واستأمنوا إلى سعد الدولة فاختار بكجور من عسكره أربعمائة رجل وعزم ان يلقي نفسه على سعد الدولة فاما له أو عليه فهرب شخص وأخبر سعد الدولة بذلك فطلب لؤلؤ من سعد الدولة ان يذهب من مكانه ويقف هو فيه فأجاب بعد امتناع فحمل بكجور ومن معه فوصلوا إلى موقف لؤلؤ بعد قتال شديد والقى نفسه على لؤلؤ وهو يظنه سعد الدولة وضربه على رأسه فسقط فظهر حينئذ سعد الدولة وعاد إلى موقفه ففرح به أصحابه وقويت به نفوسهم وأحاطوا ببكجور وصدقوه القتال فانهزم هو وعامة أصحابه والقى سلاحه وترك فرسه وسار راجلا وقصد بعض العرب فنزل عليه وعرفه نفسه وضمن له حمل بعير ذهبا ليوصله إلى الرقة فلم يصدقه لبخله المشهور وأخبر سعد الدولة عنه فحكمه في مطالبه فطلب مالا كثيرا وأرضا كثيرة فأعطاه وزاد وأرسل معه من تسلم بكجور فقتله ولقي عاقبة بغيه وكفره احسان مولاه فلما قتله سعد الدولة سار إلى الرقة فنازلها وبها سلامة الرشيقي وأولاد بكجور والوزير المغربي فسلموا البلد إليه بأمان على أنفسهم وأموالهم وعهودا أكدوها فلما خرج أولاد بكجور ورأى سعد الدولة ما معهم استعظمه وقال ما كنت أظن أن بكجور يملك كل هذا فقال له القاضي ابن الحصين لم لا تأخذه فهو لك لأنه مملوك لا يملك شيئا ولا حرج عليك ولا حنث فلما سمع هذا اخذ المال جميعه وهرب الوزير المغربي إلى مشهد أمير المؤمنين علي ع وكتب أولاد بكجور إلى العزيز يسألونه الشفاعة فيهم فأرسل إليه يشفع فيهم ويأمره ان يسيرهم إلى مصر ويتهدده ان لم يفعل فأهان الرسول وقال له قل لصاحبك انا سائر إليه وسير مقدمته إلى حمص ليلحقها فلما برز ليسير إلى دمشق لحقه قولنج فعاد إلى حلب ليتداوى فعوفي وحضر عنده بعض سراريه فواقعها ففلج فاستدعى الطبيب فقال اعطني يدك لآخذ مجسك فأعطاه اليسرى فقال أعطيني اليمين فقال ما تركت لي اليمين يمينا وعاش بعد ذلك ثلاثة أيام ومات بعد أن عهد إلى ولده أبي الفضائل أو أبو الفضل سعيد وأوصى إلى لؤلؤ به وبسائر أهله اه.
وفي مرآة الجنان انه طالت مدته في المملكة ثم عرض له قولنج أشرف منه على التلف وفي اليوم الثالث من عافيته واقع جاريته فسقط عنها وقد جمعت شقة الأيمن فامر طبيبه ان يسحق عنده الند والعنبر فأفاق قليلا ثم مات.
1205: شريف العلماء المازندراني الحائري.
مر بعنوان شريف بن حسن علي المازندراني الحائري.
1206: الصدر الكبير السيد شريف ابن الأمير مرتضى ابن الأمير تاج الدين علي الاسترآبادي الأصل الشيرازي المنشأ.
قتل سنة 920 في الرياض، وأحسن التواريخ ما حاصله انه كان من سادات العلماء ومقدميهم وأفضلهم ومن أسباط السيد شريف الجرجاني المشهور ومن جهة الاباء من أحفاد الداعي الصغير محمد بن زيد والي مازندران وصار صدرا في زمن الشاه إسماعيل الصفوي الأول سنة 915 وكان يومئذ منصب الصدارة لا يسند إلى غير السادات وان كان قبل ذلك يسند إلى غيرهم وكان له في نشر مبادئ الامامية والدعوة إليها والمثابرة مساعي جليلة حفظها له التاريخ وقتل في معسكر الشاه إسماعيل الصفوي سنة 920 في محاربته مع السلطان سليم العثماني وقتل معه من السادات الأمير عبد الباقي والسيد محمد كمونة اه.