وفي كفاية الأثر أيضا عن قاسم بن خليفة عن يحيى بن زيد انه قال سالت أبي عن الأئمة قال الأئمة اثنا عشر أربعة من الماضين وثمانية من الباقين فقلت سمهم يا أبا قال اما الماضون فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومن الباقين أخي الباقر وبعده جعفر الصادق وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده المهدي فقلت له يا أبه ألست منهم قال لا ولكني من العترة قلت فمن أين عرفت أساميهم قال عهد معهود عهد إلينا رسول الله ص. ونسب إلى زيد هذه الأبيات وأوردها ابن شهرآشوب في المناقب:
ثوى باقر العلم في ملحد * امام الورى طيب المولد فمن لي سوى جعفر بعده * امام الورى الأوحد الأمجد أبا جعفر الخير أنت الامام * وأنت المرجى لبلوى غد وفي كفاية الأثر عن المتوكل بن هارون في حديث قلت ليحيى بن زيد يا ابن رسول الله ان أباك قام بدعوى الإمامة وخرج مجاهدا في سبيل الله وقد جاء عن رسول الله ص انه ذم من خرج مدعيا للإمامة كاذبا فقال مه يا أبا عبد الله ان أبي كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق وانما قال أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عني بذلك ابن عمي جعفرا قلت فهو اليوم صاحب هذا الامر قال نعم هو أفقه بني هاشم وفيها أيضا بعد نقل النصوص الواردة عن زيد بن علي في امامة الأئمة ع قال فان قال قائل فزيد بن علي ع إذا سمع هذه الأحاديث من الثقات المعصومين وآمن بها واعتقدها فلم خرج بالسيف وادعى الإمامة لنفسه وأظهر الخلاف على جعفر بن محمد ع وهو بالمحل الشريف الجليل معروف بالسنن والصلاح مشهور عند الخاص والعام بالعلم والزهد وهذا لا يفعله الا معاند جاحد وحاشا زيدا ان يكون بهذا المحل فأقول في ذلك وبالله التوفيق ان زيد بن علي خرج على سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا على سبيل المخالفة لابن أخيه جعفر بن محمد وانما وقع الخلاف من جهة الناس وذلك أن زيد بن علي لما خرج ولم يخرج جعفر بن محمد ع توهم قوم من الشيعة ان امتناع جعفر للمخالفة وانما كان لضرب من التدبير فلما رأى الذين صاروا للزيدية سلفا ذلك قالوا ليس الامام من جلس في بيته وأغلق بابه وأرخى ستره وانما الامام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فهذان سببا وقوع الخلاف بين الشيعة واما جعفر ع وزيد فما كان بينهما خلاف والدليل على صحة قولنا قول زيد بن علي من أراد الجهاد فإلي ومن أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر ولو ادعى الإمامة لنفسه لم ينف كمال العلم عن نفسه إذا كان الامام اعلم من الرعية ومن مشهور قول جعفر بن محمد رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى انما دعى إلى الرضا من آل محمد وانا الرضا قال السيد علي خان الحويزي في نكت البيان بعد نقل خبر فضيل بن يسار في شهادة زيد عليه الرحمة: وقد دل هذا الحديث على أن زيدا رحمه الله في أعلى المراتب من رضى الأئمة الطاهرين وانه من خلص المؤمنين وانه من الأعذق عند المعصومين وكذلك ما ورد في حقه ومدحه والتحزن عليه وعلى ما أصابه في غير هذا الحديث عن أهل البيت ع من أحاديث كثيرة ولا شك انه لم يحصل له من الامام ع نهي صريح عن الخروج كما ينبئ عن ذلك مدحهم له واظهار الرضا عنه وهو لم يخرج الا لما ناله من الضيم من عتات بني أمية ولا ريب ان قصده ونيته ان استقام له الامر ارجاع الحق إلى أهله ويدل على ذلك رضاهم عنه إلى آخر كلامه.
مفاخرته مع هشام بن عبد الملك عن اخطب خوارزم في مقتله ص 37 انه روى عن معمر بن خيثم قال لي زيد بن علي كنت أباري هشام بن عبد الملك وأكايده في الكلام فدخلت عليه يوما فذكر بني أمية فقال والله هم أشد قريش أركانا وأشيد قريش مكانا وأشد قريش سلطانا وأكثر قريش أعوانا كانوا رؤوس قريش في جاهليتها وملوكهم في اسلامها فقلت له على من تفخر أعلى بني هاشم أول من أطعم الطعام وضرب الهام وخضعت له قريش بارغام أم علي بني المطلب سيد مضر جميعا وان قلت معد كلها صدقت إذا ركب مشوا وإذا انتعل احتفوا وإذا تكلم سكتوا وكان يطعم الوحوش في رؤوس الجبال والطير والسباع والإنس في السهل حافر زمزم وساقي الحجيج أم على بنيه أشرف رجال أم على سيد ولد آدم ص حمله الله على البراق وجعل الجنة بيمينه والنار بشماله فمن تبعه دخل الجنة ومن تأخر عنه دخل النار أم على أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب ع أخي رسول الله وابن عمه المفرج الكرب عنه وأول من قال لا إله إلا الله بعد رسول الله لم يبارزه فارس قط الا قتله وقال فيه رسول الله ص ما لم يقله في أحد من أصحابه ولا لأحد من أهل بيته قال فاحمر وجهه.
تهالكه في حب الاصلاح بين الأمة في المقاتل بسنده عن البابكي واسمه عبد الله بن مسلم بن بابك خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا قال يا بابكي أما ترى هذه الثريا أترى أحدا ينالها قلت لا قال والله لوددت ان يدي ملصقة بها أقع إلى الأرض أو حيث أقع فانقطع قطعة قطعة وان الله أصلح بين أمة محمد ص هذا حرص زيد على الاصلاح بين أمة جده التي خذلته وأسلمته إلى بني أمية أعداء الله وأعداء جده رسول الله ص الذين لم يكتفوا بقتله حتى صلبوه أربع سنين على أشنع صورة ثم أحرقوه عدواة لدين الاسلام الذين دخلوا فيه كارهين مرغمين ولم يوجد في هذه الأمة من يغير بيد ولا لسان نعم وجد فيها حتى اليوم من يدافع عنهم ويلتمس لهم الاعذار.
هل كان زيد يفتي الناس سال المتوكل بن هارون يحي بن زيد فيما رواه الخزاز في كفاية الأثر هل كان أبوك يفتي الناس في معالم دينهم قال ما أذكر ذلك عنه.
فساد بعض النسب إليه من السخافة بمكان ما في فوات الوفيات عن ابن أبي الدم ان زيدا وأصحابه كانوا معتزلة وانه اخذ الاعتزال عن واصل بن عطاء وان أخاه الباقر كان يعيب عليه قراءته على واصل مع كونه يجوز الخطأ على جده علي بن أبي طالب في حرب الجمل والنهروان ولأن واصلا كان يتكلم في القضاء والقدر على خلاف مذهب أهل البيت إلى آخر ما تكلم به من هذا الهذيان فإنه لم يرد شئ من هذا عن أئمة أهل البيت في حق زيد بل ورد عنهم مدحه والثناء عليه ولو كان لشئ من ذلك اثر لحكاه عنهم أصحابهم واتباعهم ولما خفي ذلك عنهم وظهر لابن أبي الدم وانما تكلم فيه من تكلم من حيث احتمال دعواه الإمامة والأكثر بل الجميع على أنه لم يدعها فلو