صفين وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما أراد أمير المؤمنين ع المسير إلى صفين دعا إليه من كان معه من المهاجرين والأنصار فاستشارهم فقال الأنصار بعضهم لبعض ليقم رجل منكم فليجب أمير المؤمنين ع عن جماعتكم فقالوا قم يا سهل بن حنيف فقام سهل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين نحن سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ورأينا رأيك ونحن كف يمينك وقد رأينا ان تقوم بهذا الامر في أهل الكوفة فتأمرهم بالشخوص وتخبرهم بما صنع الله لهم في ذلك من الفضل فإنهم هم أهل البلد وهم الناس فان استقاموا لك استقام لك الذي تريد وتطلب واما نحن فليس عليك منا خلاف متى دعوتنا أجبناك ومتى امرتنا أطعناك اه وقال نصر في كتاب صفين أيضا ان عليا ع بعث سهل بن حنيف يوم صفين على خيل البصرة وقال ابن الأثير على جند البصرة. ومن اخباره بصفين انه لما حمل أهل الشام على ميمنة علي ع فهزموها امر علي ع سهل بن حنيف فاستقدم فيمن كان مع علي من أهل المدينة وفي أسد الغابة بسنده ان سهل بن حنيف كان مع رسول الله ص في غزاة فمر بنهر فاغتسل فيه وكان رجلا حسن الجسم فمر به رجل من الأنصار فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة وتعجب من خلقته فلبط به فصرع فحمل إلى النبي ص ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه أو في حاله ان يبرك عليه اي يقول تبارك الله فان العين حق. وروى الحاكم في المستدرك هذا الخبر بعدة أسانيد وألفاظ مختلفة يعرف من مجموعها حقيقة القصة وتفصيل ما أجمل منها في جملة روايات ونحن نجمع ما يفهم من هذه الروايات ليعلم من ذلك تفصيل القصة فنقول روى الحاكم في المستدرك ج 3 ص 408 412 بسنده عن سهل بن حنيف مررت بسيل فدخلت فاغتسلت فيه فخرجت منه محموما فنمي ذلك إلى النبي ص فقال مروا أبا ثابت فليتصدق أقول الظاهر أن هذه واقعة أخرى غير الإصابة بالعين ويحتمل انها هي. وبسنده ان عامر بن ربيعة رجل من بني عدي بن كعب رأى سهل بن حنيف مع رسول الله ص يغتسل بالخرار وهو موضع قرب الجحفة فقال والله ما رأيت كاليوم قط جلد مخبأة فلبط سهل وسقط فقيل يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف فدعا رسول الله ص عامر بن ربيعة فتغيظ عليه فقال لم يقتل أحدكم أخاه وصاحبه الا يدعو بالبركة اغتسل له فاغتسل له عامر فراح سهل وليس به باس والغسل ان يؤتى بقدح فيه ماء ويدخل يديه في القدح جميعا ويهريق على وجهه من القدح ويدخل يده فيغسل ظهره ثم يأخذ بيده اليسار فيفعل مثل ذلك ثم يغسل صدره في القدم وأطراف أصابعه ويعمل ذلك بالرجل اليسرى ويدخل داخل ازاره ثم يغطي القدح قبل ان يضعه على الأرض ويحثو ويحسن منه ويتمضمض ويهريق على وجهه ثم يصب على رأسه ثم يلقى القدح من ورائه اه قوله ويدخل يديه في القدح اي يدخل المصاب بالعين يديه وكذا سائر الضمائر إلى الآخر راجعة إلى المصاب بالعين. وبسنده اغتسل سهل بن حنيف فنزع جبة كانت عليه يوم حنين حين هزم الله العدو وعامر بن ربيعة ينظر قال وكان سهل رجلا ابيض حسن الخلق فقال له عامر بن ربيعة ما رأيت كاليوم قط ونظر إليه فأعجبه حسنه حين طرح جبته فقال ولا جارية في سترها بأحسن جسدا من جسد سهل بن حنيف فوعك سهل مكانه واشتد وعكه فاتى رسول الله ص فأخبره ان سهل بن حنيف وعك وانه غير رائح معك فاتاه رسول الله ص فأخبروه بالذي كان من شان عامر فقال على ما يقتل أحدكم أخاه الا بركت ان العين حق. وبسنده عن سهل بن حنيف قال لي رسول الله ص أنت رسولي إلى مكة فاقرأهم مني السلام وقل لهم ان رسول الله ص يأمركم بثلاث لا تحلفوا بآبائكم وإذا خلوتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولا تستنجوا بعظم ولا بعر وروى الحاكم في المستدرك أيضا ج 3 ص 24 ان عليا ع لما رجع من وقعة أحد اعطى فاطمة سيفه وقال اغسلي عنه الدم فوالله لقد صدقني اليوم القتال فقال رسول الله ص لئن كنت صدقت القتال اليوم لقد صدق معك القتال اليوم سهل بن حنيف الحديث أقول أين قتال سهل من قتال علي ذلك اليوم راجع كامل ابن الأثير في وقعة أحد فالظاهر أن هذا الحاق بالرواية وليس منها.
من روى عنهم ورووا عنه في الإصابة روى عن النبي ص وعن زيد بن ثابت روى عنه ابناه أبو امامة أسعد وعبد الله أو عبد الرحمن وأبو وائل وعبيد بن السباق وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم وفي أسد الغابة روى عنه ابناه أبو امامة وعبد الملك وفي الاستيعاب روى عنه ابنه وجماعة معه.
1090: سهل بن زياد الادمي اختلف فيه فقال الشيخ في موضع انه ثقة وفي عدة مواضع انه ضعيف في الحديث غير معتمد فيه وقال ابن الغضائري كان ضعيفا جدا فاسد الرواية والمذهب ويروي المراسيل ويعتمد المجاهيل وقال النجاشي كان ضعيفا في الحديث غير معتمد فيه وعن الفضل بن شاذان انه كان لا يرتضيه ويقول هو أحمق أقول الظاهر أن منشأ التضعيف عند الكل ما نقلوه عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري من أنه أخرجه من قم إلى الري وأظهر البراءة منه وشهد عليه بالغلو والكذب ونهى الناس عن السماع منه والرواية عنه ومن هنا قوى جمع من المحققين ضعف هذا التضعيف لما هو معلوم من حال احمد وأهل قم من قدحهم في الرجل بما لا يوجب قدحا ويظهر ذلك مما فعله بالبرقي وقاله في علي بن محمد بن شبرة وفي التعليقة قال جدي اعلم أن أحمد بن محمد بن عيسى اخرج جماعة من قم لروايتهم عن الضعفاء وايرادهم المراسيل في كتبهم وكان اجتهادا منه والظاهر خطاه ولكن كان رئيس قم والناس مع المشهورين الا من عصمه الله ولو كنت تلاحظ ما رواه في الكافي في باب النص على الهادي ع وانكاره النص لتعصب الجاهلية لما كنت تروي عنه شيئا ولكنه تاب ونرجو ان يكون تاب الله عليه اه هذا مع كون سهل من مشايخ الإجازة كثير الرواية مقبولها وقد أكثر الكليني من الرواية عنه وروى عنه أخبارا كثيرة في مذمة الغلو والغلاة.
1091: أبو نصر البخاري سهل بن عبد الله النسابة.
صاحب سر السلسلة العلوية الذي ينقل عنه ابن طاووس في الاقبال ويعبر عنه بكتاب سر أنساب العلويين والرجل من مشاهير النسابين وعلى كتبه المعول وإليها المرجع ينقل عنه كثيرا في عمدة الطالب ثم الديباج وصاحب الترجمة يذكر بعنوان أبي نصر البخاري لا مطلقا وفي الذريعة أنساب آل أبي طالب للشيخ أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري النسابة ألفه أيام الناصر بالله الخليفة العباسي المتوفى سنة 622 في وزارة ناصر بن مهدي ونقابة السيد شرف الدين محمد بن عز الدين يحيى الذي فوضت النقابة إليه سنة 592 اه.