وفي المناقب سال زيدي الشيخ المفيد وأراد الفتنة فقال باي شئ نبا استجزت انكار امامة زيد فقال إنك قد ظننت علي ظنا باطلا وقولي في زيد لا يخالفني فيه أحد من الزيدية فقال وما مذهبك فيه قال أثبت في إمامته ما تثبته الزيدية وانفي عنه من ذلك ما تنفيه وأقول كان إماما في العلم والزهد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانفي عنه الإمامة الموجبة لصاحبها العصمة والنص والمعجز فهذا ما لا يخالفني فيه أحد.
عبادته عن تفسير فرات بن إبراهيم انه روى عن سعيد بن جبير انه قال قلت لمحمد بن خالد كيف قلوب أهل العراق مع زيد بن علي فقال لا أحدثك عن أهل العراق لكن أحدثك عن رجل يسمى النازلي بالمدينة قال صحبت زيدا ما بين مكة والمدينة وكان يصلي الفريضة ثم يصل ما بين الصلاة إلى الصلاة ويصلي الليل كله ويكثر التسبيح ويكرر هذه الآية: وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فصلى ليلة معي وقرأ هذه الآية إلى قريب نصف الليل فانتبهت من نومي فإذا انا به ماد يديه نحو السماء وهو يقول:
إلهي عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة ثم انتحب فقمت إليه وقلت يا ابن رسول الله لقد جزعت في ليلتك هذه جزعا ما كنت اعرفه فقال ويحك يا نازلي اني نمت هذه الليلة وانا ساجد فرأيت جماعة عليهم لباس لم أر أحسن منه فجلسوا حولي وانا ساجد فقال رئيسهم هل هو هذا فقالوا نعم فقال ابشر يا زيد فإنك مقتول في الله ومصلوب ومحروق بالنار ولا تمسك النار بعدها ابدا فانتبهت وانا فزع.
ومر قول يحيى بن زيد رحم الله أبي وكان والله أحد المتعبدين قائم ليله صائم نهاره. وروى الخزاز في كفاية النصوص بسنده عن المتوكل بن هارون عن يحيى بن زيد انه قال له في حديث يا أبا عبد الله اني أخبرك عن أبي ع وزهده وعبادته انه كان يصلي في نهاره ما شاء الله فإذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء الله ثم يقوم قائما على قدميه يدعو الله تبارك وتعالى ويتضرع له ويبكي بدموع جارية حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر سجد سجدة ثم يصلي الفجر ثم يجلس للتعقيب حتى يرتفع النهار ثم يذهب لقضاء حوائجه فإذا كان قريب الزوال اتى وجلس في مصلاه واشتغل بالتسبيح والتمجيد للرب المجيد فإذا صار الزوال صلى الظهر وجلس ثم يصلي العصر ثم يشتغل بالتعقيب ساعة ثم يسجد سجدة فإذا غربت الشمس صلى المغرب والعشاء فقلت هل كان يصوم دائما قال لا ولكنه يصوم في كل سنة ثلاثة أشهر وفي كل شهر ثلاثة أيام ثم اخرج إلي صحيفة كاملة فيها أدعية علي بن الحسين ع ومر قول عاصم رأيته يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع إلى الدنيا وانه اثر السجود بوجهه.
قراءته لزيد قراءة مشهورة معروفة ألف فيها بعض العلماء مؤلفا ففي كشف الظنون ج 2 ص 624 كتاب النير الجلي في قراءة زيد بن علي لأبي علي الأهوازي المقري وفي عمدة الطالب كان الحسين ذو الدمعة يحفظ القرآن وكذا آباؤه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وهذه فضيلة حسنة ورأيت بعض النسابين قد ذكر ان الأب كان يلقن الابن منه إلى أمير المؤمنين علي ع وهذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين ويبعد ان يكون في هذا السن قد تلقن القرآن من أبيه زيد وأقول لا بعد فيه فان ابن سبع قابل لذلك بالتجارب وفي مسودة الكتاب: ولزيد قراءة جده أمير المؤمنين قال عمر بن موسى الرحبي الزيدي في كتاب قراءة زيد هذه القراءة سمعتها من زيد بن علي بن الحسين وما رأيت اعلم بكتاب الله منه الخ.
براءته من دعوى الإمامة مر عن المفيد انه اعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة لخروجه يدعو إلى الرضا من آل محمد ص فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريدها به لمعرفته باستحقاق أخيه الباقر ع للإمامة من قبله ووصية أخيه الباقر عند وفاته إلى ولده الصادق ع وعن رياض الجنة ما تعريبه ان زيد بن علي كان دائما في فكر الانتقام والاخذ بثار جده الحسين ع ومن هذه الجهة توهم بعضهم انه ادعى الإمامة وهذا الظن خطا لأنه كان عارفا برتبة أخيه وكان حاضرا في وقت وصية أبيه ووضع أخيه في مكانه وكان متيقنا ان الإمامة لأخيه وبعده للصادق ع وعن السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي النجفي رضوان الله عليه في كتابه الأنوار المضيئة انه قال زعم طوائف ممن لا رشد لهم ان زيد بن علي بن الحسين ع خرج يدعو لنفسه وقد افتروا عليه الكذب وبهتوه بما لم يدعه لأنه كان عين اخوته بعد أبي جعفر ع وأفضلهم ورعا وفقها وسخاء وشجاعة وعلما وزهدا وكان يدعى حليف القرآن وحيث انه خرج بالسيف ودعا إلى الرضا من آل محمد زعم كثير من الناس لا سيما جهال أهل الكوفة هذا الزعم وتوهموا انه دعا إلى نفسه ولم يكن يردها له لمعرفته باستحقاق أخيه الإمامة من قبله وابن أخيه لوصية أخيه إليه بها من بعده إلى أن قال وقد انتشرت الزيدية فكثروا وهم الآن طوائف كثيرة في كل صقع أكثرهم باليمن ومكة وكيلان اه.
بعض النصوص الواردة عن زيد بامامة الأئمة الاثني عشر روى الصدوق في الأمالي في المجلس 181 عن عمرو بن خالد قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه وفي كفاية الأثر ص 86 عن محمد بن بكير في حديث يا ابن بكير بنا عرف الله وبنا عبد الله ونحن السبيل إلى الله ومنا المصطفى ومنا المرتضى ومنا يكون المهدي قائم هذه الأمة فقال ابن بكير يا ابن رسول الله هل عهد إليكم رسول الله متى يقوم قائمكم قال يا ابن بكير انك لن تلحقه وان هذا الامر يكون بعد ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قلت يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الأمر فقال انا من العترة ثم زارني فقلت يا ابن رسول الله هذا الذي قلته عن علم منك أو نقلته عن رسول الله فقال لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير لا ولكن عهد عهده إلينا رسول الله ص ثم أنشأ يقول:
نحن سادات قريش * وقوام الحق فينا نحن الأنوار التي * من قبل كون الخلق كنا نحن منا المصطفى * المختار والمهدي منا فبنا قد عرف الله * وبالحق أقمنا سوف يصلاه سعيرا * من تولى اليوم عنا