ثم إن بعض العلماء غير قبلة مسجد الكوفة لظهور الانحراف فيها إذا عول على الجدي. وتطبيق الشهيد الثاني قبلة المشهد الشريف على محراب مسجد الكوفة بناء على أنه محراب صلى فيه معصوم فيه ما لا يخفى فإنه لا يحصل القطع ببقاء المحراب على ما كان عليه في عهد أمير المؤمنين وولده الحسن ع ولا بكيفية صلاتهما إلى ذلك المحراب والاستناد إلى الرؤيا التي رآها الشيخ موسى العجمي فيه ما لا يخفى إذ الأحكام الشرعية لا تثبت بالرؤيا على الأصح والله أعلم.
قال ابن العودي: وقال لي أحسن الله جزاءه وطيب مثواه ومما اتفق لي اني كنت جالسا عند رأس الضريح المقدس ليلة الجمعة وقرأت شيئا من القرآن وتوجهت ودعوت الله ان يخرج لي ما اختبر به عاقبة أمري بعد هذه السفرة مع الأعداء والحساد وغيرهم فظهر لي في اولي الصفحة اليمنى ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين فسجدت الله شكرا على هذه النعمة والفضل بهذه البشارة السنية.
وكان خروجنا من المشاهد الشريفة بعد أن أدركنا زيارة عرفة بالمشهد الحائري والغدير بالمشهد الغروي والمباهلة بالمشهد الكاظمي 17 ذي الحجة الحرام من السنة المتقدمة ولم يتفق لنا الإقامة لادراك زيادة عاشوراء مع قرب المدة لعوارض وقواطع منعت من ذلك والحمد لله على كل حال.
رجوعه للبلاد وإقامته في بعلبك قال واتفق وصولنا إلى البلاد منتصف شهر صفر سنة 953 ووافقه من الحروف بحساب الجمل حروف خير معجل وهو مطابق للواقع أحسن الله خاتمتنا بخير كما جعل بدايتنا إلى خير بمنه كرمه ثم أقمنا ببعلبك ودرسنا فيها مدة في المذاهب الخمسة وكثير من الفنون وصاحبنا أهلها على اختلاف آرائهم أحسن صحبة وعاشرناهم أحسن عشرة وكانت أياما ميمونة وأوقاتا بهجة ما رأى أصحابنا في الاعصار مثلها قال ابن العودي كنت في خدمته تلك الأيام ولا انسى وهو في أعلى مقام ومرجع الأنام وملاذ الخاص والعام ومفتي كل فرقة بما يوافق مذهبها ويدرس في المذاهب كتبها وكان له في المسجد الأعظم بها درس مضافا إلى ما ذكر وصار أهل البلد كلهم في انقياده ومن وراء مراده بقلوب مخلصة في الوداد وحسن الاقبال والاعتقاد وقام سوق العلم بها على طبق المراد ورجعت إليه الفضلاء من أقاصي البلاد اه قال ثم انتقلنا عنهم إلى بلدنا جبع بنية المفارقة امتثالا لأمر إلاهي سابقا في المشاهد الشريفة ولاحقا في المشهد الشريف مشهد شيث ع وأقمنا في بلدنا إلى سنة 955 مشتغلين بالدرس والتصنيف قال ابن العودي، هذا آخر ما وجدته بخطه الشريف مما نسبته إليه من التاريخ كان خاتمة أوقات الأمان والسلامة من الحدثان ثم نزل به ما نزل وستقف عليه انش إلى خاتمة الاجل.
مشايخه في أمل الآمل روى عن جماعة كثيرين جدا من الخاصة والعامة في الشام ومصر وبغداد وقسطنطينية وغيرها ثم قال ويظهر مما ذكره ابن العودي في ترجمته ومن إجازة الشيخ حسن وإجازة والده انه قرأ على كثيرين جدا من علماء العامة وقرأ عندهم كثيرا من كتبهم في الفقه والحديث والأصوليين وغير ذلك وروى جميع كتبهم وكذلك فعل الشهيد والعلامة ولا شك ان غرضهم كان صحيحا ولكن ترتب على ذلك ما يظهر لمن تأمل وتتبع كتب الأصول وكتب الاستدلال وكتب الحديث ويظهر من الشيخ حسن عدم الرضا بما فعلوه اه والظاهر أن مراده بما ترتب على ذلك اتباعهم طريقة العامة في الاجتهاد وتقسيمهم الحديث إلى أقسامه المشهورة فان ذلك مما لا يرضاه الأخباريون ولذلك ينقل عنهم ان الدين هدم في يومين أحدهما يوم ولد العلامة الحلي وقد بين في موضعه خطا الأخباريين في زعمهم صحة جميع أحاديث الكتب الأربعة أو القطع بصدورها بما لا مجال لذكره هنا الذي أقله ان أصحاب هذه الكتب كانوا يردون بعضها بضعف السند فكيف بغيرهم والعلامة والشهيدان اجل قدرا من أن يقلدوا أحدا في مثل هذه المسائل أو يقودهم قراء كتب غيرهم إلى اتباع ما فيها بدون برهان وهم رؤساء المذهب ومؤسسو قواعده وبهم اقتدى فيه أهله ومنهم اخذوه وإنما اخذوا اصطلاحات العامة ووضعوها لأحاديثهم غيرة على المذهب لما لم يروا مانعا من ذلك وكذلك فعلوا في أصول الفقه وفي الاجماع وغيره كما بين في محله وكذلك في فن الدراية وغيره وكيف يكون عدم رضا الشيخ حسن بما فعلوا لهذه العلة وهو قد تبعهم فيها وزاد عليهم. ويأتي ترجمة سبطه زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين انه كان يتعجب من جده الشهيد الثاني ومن العلامة والشهيد الأول في كثرة قراءتهم على علماء العامة وتتبع كتبهم وانه قال قبل ذلك وقد أدى ذلك إلى قتل جماعة منهم مع ظهور مراده من المشار إليه بذلك وقد بينا هنالك ما في كلامه من النظر وفي الرياض قرأ على طائفة كثيرة من علمائنا ومن العامة ويروي عنهم وقرأ عليه أيضا جم غفير من مشاهير علماء الإمامية وغيرهم ويروون عنه.
مشايخه من علماء الإمامية وقد مر ذكر الكتب التي قرأها عليهم في اجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد وعدهم ابن العودي وذكر الكتب التي قرأها عليهم كما يأتي وهم 1 والده علي بن أحمد المعروف بابن الحاجة النحاريري 2 المحقق الشيخ علي بن عبد العالي الميسي 2 السيد حسن ابن السيد جعفر بن السيد فخر الدين ابن السيد حسن بن نجم الدين الأعرجي الحسيني الكركي قرأ عليه ويروي عنه إجازة 4 شمس الدين محمد بن مكي الدمشقي 5 الشيخ أحمد بن جابر 6 الشيخ الامام الحافظ المتقي خلاصة الأتقياء والفضلاء والنبلاء الشيخ جمال الدين احمد ابن الشيخ شمس الدين محمد بن خاتون العاملي يروي عنه إجازة وفي الرياض قال الشيخ البهائي في حواشي أربعينه ان للشيخ زين الدين طريقين إلى المحقق الشيخ على الكركي إحداهما عن الشيخ علي الميسي وعن الشيخ احمد ابن خاتون العاملي كلاهما عن الشيخ علي الكركي والأخرى إجازة بالكتابة قال إشارة بهذه إلى روايته عن الشيخ علي الميسي يعني إجازة مرة مشافهة ومرة كتابة واما حمله على أن مراده رواية الشهيد الثاني عن الشيخ على الكركي مرة بواسطة الشيخ علي الميسي ومرة بلا واسطة كما ظنه بعض العلماء في حواشيه على أصول العالم فهو مع عدم صحته لا يحتمله لفظ ذلك لان اسم الشيخ علي الكركي غير مذكور في ذلك السند الا بعد حاء الحيلولة في السند الآخر اه.
مشايخه من علماء من تسموا باهل السنة وهم 19 شخصا واحد بدمشق هو 1 شمس الدين بن طولون الدمشقي الحنفي وأجيز منه برواية الصحيحين ورواية كلما يجوز له روايته في شهر ربيع الأول سنة 942 قال ابن العودي وكنت إذ ذاك في خدمته اسمع الدرس وأجاز لي الشيخ المذكور الصحيحين وواحد بغزة وهو 2 الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي الخير الغزي يروي عنه إجازة وواحد ببيت المقدس وهو 3 الشيخ شمس الدين بن أبي اللطف المقدسي واجازه