الاستواء أنهم لا يؤمنون، وتكون علة عدم إيمانهم استواء حالهم بالنسبة إلى الإنذار وعدم الإنذار، وهذا يشهد على أن العلية الواقعية أمر آخر غير ذلك، فلا تغتر بما في بعض التفاسير.
والذي يظهر للمتدبر: أن الآية الشريفة ربما تستلزم يأس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من النبوة والإنذار بالنسبة إلى جميع المنحرفين عن الصراط السوي، وعن كافة المعوجين عن الطريق المستقيم، وهذا من موهنات البلاغة، ولا سيما في الكتاب الإلهي.
ولأجل هدم هذا الموهن وتلك الخيلاء أفاد أمرا آخر، وهو أنك لا تيأس من إنذارك، لأنهم - على ما يأتي - عالم بحالهم لا يؤمنون، بخلاف غيرهم، ولعله لأجل ذلك جئ بها مؤخرة، وحالت جملة " سواء أنذرتهم " بينها وبين اسم " إن ". والله العالم.