قال الثعالبي في فقه اللغة: ولد كل بشر ابن وابنة، ولا يخفى عليك ما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى: " وإذ قال موسى لفتاه "، " فلما جاوزا قال لفتاه "، " امرأة العزيز تراود فتاها "، " وقال لفتيانه "... " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء "...
فليس المقصود بفتاه أنه كان ابنا لموسى عليه السلام ولم يكن يوسف ابنا لامرأة العزيز على التحقيق، كما لم يكن فتيانه أبناءه، ولا المراد بفتياتكم بناتكم قطعا بدليل قوله سبحانه: " فانكحوهن بإذن أهلهن " فالمراد من كل ذلك المملوك أو الخادم كما عليه إجماع المفسرين.
فلا يمكننا والحالة هذه أن نستنتج من قوله في الديوان: يرثي والدة الشريف أبي محمد فتاه، لا أنها زوجته هي المرثية، ولا أن أبا محمد هو ابنها - ولعل لفظة " فتاه " جاءت مصحفة عن " فتاة " منصوبة على الحالية لا البدلية فكأنه يريد أن يقول وقد ماتت فتاة لم تبلغ من العمر أشدها والذي يرجح لدينا هذا الرأي قول المرتضى نفسه في القصيدة المشار إليها التي يرثي بها والدة الشريف أبي محمد:
بلغت أشدي - لا بلغت - وجزته * وعاجلتها من أن تجوز أشدها (١) أما قوله وقد ذكره ابن خلكان... وأسماه أبا عبد الله الحسين. ثم يردف ذلك بقوله: تزوج أبو محمد هذا فأعقب... ومرة أخرى يسميه بالطاهر المرضي وذلك بناء على تلقيب المعري أبي العلاء له بالقصيدة التي يرثي بها أبا أحمد الموسوي - والد الشريفين - حيث يقول:
حلفا ندى سبقا وصلى الأطهر | المرضي فيالثلاثة أحلاف |