الظهر والعصر فنقل إلى أهله وسجي بين ثوبين وكساء فلما كان بين المغرب والعشاء اجتمعن نسوة من الأنصار فصرخوا حوله إذ سمعوا صوتا من تحت الكساء يقول انصتوا أيها الناس مرتين فحسر عن وجهه وصدره فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي خاتم النبيين كان ذلك في الكتاب ثم قيل على لسانه صدق صدق أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم القوى الأمين كان ضعيفا في بدنه قويا في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول ثم قيل على لسانه صدق صدق ثلاثا والأوسط عبد الله أمير المؤمنين رضي الله عنه الذي كان لا يخاف في الله لومة لائم وكان يمنع الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم كان ذلك في الكتاب الأول ثم قيل على لسانه صدق صدق ثم قال عثمان أمير المؤمنين رحيم بالمؤمنين خلت اثنتان وبقى أربع واختلف الناس ولا نظام لهم وانتحبت الجماء يعنى تنتهك المحارم ودنت الساعة وأكل الناس بعضهم بعضا، وفى رواية عن النعمان بن بشير قال لما توفى زيد بن خارجة انتظرت خروج عثمان فقلت يصلى ركعتين فكشف الثوب عن وجهه فقال السلام عليكم وأهل البيت تكلمون قال فقلت وأنا في الصلاة سبحان الله سبحان الله فقال انصتوا انصتوا، والباقي بنحوه. رواه كله الطبراني في الكبير والأوسط باختصار كثير باسنادين ورجال أحدهما في الكبير ثقات. وعن أبي الطفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت فيما يرى النائم كأني أنزع أرضا وردت على غنم سود وغنم غفر فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفيهما ضعف والله يغفر له ثم جاء عمر فنزع فاستحالت غربا (1) فملأ الحوض وأروى الواردة فلم أر عبقريا أحسن نزعا من عمر فأولت السود العرب وأن العفر العجم. رواه أحمد وفيه علي بن يزيد وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وعن حذيفة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جزيرة العرب فملأها قسطا وعدلا ثم طعن بهم أبو بكر فطعن بهم طعنة رغيبة ثم طعن بهم عمر فطعن بهم طعنة رغيبة (2).
(١٨٠)