ورجال أحمد موثقون. وعن ابن عباس قال جاء أعرابي من بني سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دونك يا أخا بني سعد فقال من خلقك ومن خلق من قبلك ومن هو خالق من بعدك قال الله قال فنشدتك بذلك أهو أرسلك قال نعم قال من خلق السماوات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهن الرزق قال الله قال فنشدتك بذلك أهو أرسلك قال نعم قال فانا قد وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نصلي بالليل والنهار خمس صلوات لمواقيتها فنشدتك بذلك أهو أمرك قال نعم قال فانا قد وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن تأخذ من حواشي أموالنا فتجعله في فقرائنا فنشدتك بذلك أهو أمرك قال نعم قال أما الخامسة فلست بسائلك عنها ولا أرب لي فيها يعني الفواحش ثم قال والذي بعثك بالحق لأعملن بها ومن أطاعني من قومي ثم رجع فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لئن صدق ليدخلن الجنة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط. وعن أبي الطفيل عامر ابن واثلة أن رجلا مر على قوم فسلم عليهم فردوا عليه السلام فلما جاوزهم قال رجل منهم والله إني لأبغض هذا في الله فقال أهل المجلس بئس والله ما قلت أما والله لننبئنه قم يا فلان رجلا منهم فأخبره فأدركه رسولهم فأخبره بما قال فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان فسلمت عليهم فردوا السلام فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلانا قال والله إني لأبغض هذا الرجل في الله فادعه يا رسول الله فسله على ما يبغضني فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل فاعترف بذلك وقال قد قلت له ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تبغضه فقال أنا جاره وأنا به خابر والله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر قال سله يا رسول الله هل رآني قط أخرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها أو أسأت الركوع والسجود فيها فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا والله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر قال سله يا رسول الله هل رآني قط فرطت فيه أو انتقصت من حقه شيئا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ثم قال والله ما رأيته يعطي سائلا قط ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في شئ
(٢٩٠)