واحد - أعني) به: (الإمام) الهمام (أبا عبد الله جعفر بن محمد) بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، المعروف بلقبه (الصادق (عليه السلام)) وللقبه هذا وجه مشهور (ثلاثين ألف حديث، كما ذكره) بعضه (علماء الرجال).
وقال الصادق (عليه السلام) لأبان بن عثمان: " إن أبان بن تغلب قد روى عني روايات كثيرة، فما رواه لك فاروه عني ". (1) فإذا كان حال رواية راو عن إمام واحد هكذا، فما ظنك بجميع رواة الأخبار و النقلة الأخيار فيما نقلوه عن جميع أئمتهم الأطهار.
(وكان قد جمع) جمع كثير، وهم أربعمائة مصنف من (قدماء محدثينا رضي الله عنهم ما وصل إليهم من أحاديث أئمتنا: في أربعمائة) مصنف و (كتاب، تسمى) تلك الكتب (الأصول) الأربعمائة، لئلا يضيع (2) بعدهم من الشيعة من في أصلاب الرجال.
(ثم) عمد (وتصدى جماعة من المتأخرين - شكر الله تعالى سعيهم) وأحسن يوم الجزاء رعيهم - (لجمع تلك الكتب) المزبورة (وترتيبها) وتهذيبها (تقليلا للانتشار، وتسهيلا على طالبي تلك الأخبار، فألفوا كتبا مبسوطة مبوبة) متطاولة، (وأصولا مضبوطة مهذبة) متداولة، خالية عن شائبة كل عيب ووصمة، (مشتملة على الأسانيد المتصلة بأصحاب العصمة سلام الله عليهم)، كالكافي وكتاب من لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار)، وهي الكتب الأربعة الشهيرة، (ومدينة العلم والخصال والأمالي وعيون الأخبار وغيرها)، كالوافي و الوسائل وبحار الأنوار والعوالم.
(والأصول الأربعة الأول هي) الكتب الأربعة، (التي عليها المدار في هذه الأعصار).
(أما الكافي، فهو) مشتمل على ثلاثين كتابا: كتاب العقل وفضل العلم، وكتاب التوحيد، وكتاب الحجة، وكتاب الإيمان والكفر، وكتاب الدعاء، وكتاب فضائل