رسائل في دراية الحديث - أبو الفضل حافظيان البابلي - ج ٢ - الصفحة ٢٤
[11] أو اشترك كله أو بعضه بأمر خاص، كالاسم والأولية (1) والمصافحة ونحو ذلك، (2) فمسلسل.
[12] أو أدرج فيه كلام بعض الرواة، فيظن أنه منه، فمدرج.
[13] أو خالف المشهور، فشاذ. (3) [14] أو يشتبه تصحيفا، فمصحف؛ وهو إما في الراوي ك‍ " بريد ويزيد وجرير و حريز ". أو في المتن كحديث " من صام رمضان واتبعه ستا من شوال " (4) فإنه صحف بالشين المعجمة، أو في المعنى كما نقل عن أبي موسى بن المثنى العنزي، أنه قال:
" نحن قوم لنا شرف، نحن من عنزة (5)، صلى إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ". (6) وذلك روي أنه (صلى الله عليه وآله) صلى إلى عنزة وهي عصاة في رأسها حديدة نصبت بين يديه، فتوهم أنه (صلى الله عليه وآله) صلى إلى قبيلتهم: بني عنزة.
[15] أو قلت الواسطة فيه مع اتصاله، فعال: لبعده عن الخطأ؛ لأن ما قرب إلى المعصوم أعلى مما بعد عنه؛ وكذا ما قرب من أئمة الحديث، فهو أعلى مما بعد عنهم. (7)

١. وهو: أول ما يسمعه كل واحد منهم من شيخه من الأحاديث.
٢. كالتلقيم، كقول كل واحد: (لقمني فلان بيده لقمة لقمة).
قال السيد حسن الصدر (رحمه الله) في نهاية الدراية: ٢١٥:
رأيت السيد حسين بن سيد حيدر الكركي العاملي في إجازة المبسوط، يذكر أنه قرأ على الشيخ بهاء الدين، الحديث المسلسل، بألقمني الخبز والجبن، وألقمني لقمة منها.
٣. هو ما رواه الثقة، مخالفا لما رواه جماعة.
٤. هذا أصل الحديث، ولكن صحف ب‍ " من صام رمضان واتبعه شيئا من شوال... ". والرواية أصلها في:
صحيح المسلم ١: ٨٢٢.
٥. العنزة - بفتح النون -: أصول من العصا وأقصر من الرمح. معجم مقاييس اللغة ٤: ١٥٤؛ مجمع البحرين ٤: ٢٧.
٦. صحيح البخاري، صلاة الخوف، باب ١٤؛ مسند أحمد بن حنبل ٢: ٩٨ و ١٠٦.
" يريد بذلك ما روى أنه صلى إلى عنزة، وهي حربة تنصب بين يديه سترة، فيتوهم أنه (صلى الله عليه وآله) صلى إلى قبيلتهم بني عنزة، وهو تصحيف معنوي عجيب ". البداية: ٣٥ [البقال، ١: ١١١] ٧. والعلو أقسام خمسة:
الأول: القرب في الاسناد إلى المعصوم (عليه السلام).
فإن كان الإسناد صحيحا مع قرب الإسناد، فهو الأعلى والأشرف، ك‍ " ثلاثيات الكليني " عندنا، و " ثلاثيات البخاري " عند العامة، وإلا فهو العلو المطلق.
الثاني: القرب إلى إمام من أئمة الحديث.
وهو أن يسمع شخصان من شيخ، وسماع أحدهما أقدم، فهو أعلى، وإن تساوى العدد الواقع في الإسناد، أو إنهما اتفقا في عدم الواسطة، إلا أن زمان سماع أحدهما متقدم على الآخر، فأولهما سماعا أعلى من الآخر، بقرب زمانه من المعصوم (عليه السلام) بالنسبة إلى الآخر.
الثالث: العلو بتقدم السماع.
الرابع: العلو بتقدم وفاة. فما يرويه عمن تقدمت وفاته، فإنه أعلى من إسناد آخر يساويه في العدد مع تأخر وفاة من هو في طبقته عنه.
الخامس: العلو بالنسبة إلى رواية أحد المجاميع الأربعة الكبار أو غيرها من الأصول المعتبرة عندنا.
راجع: نهاية الدراية: ٢٠٩ و 210.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست