فهل من صفة الجبار - جل ثناؤه - أن يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم؟
قلت: أعوذ بالله، فقال: أفتراه في قياس قولك، يا إسحاق أن عليا أسلم صبيا لا يجوز عليه الحكم قد كلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من دعاء الصبيان ما لا يطيقون فهو يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم شئ ولا يجوز عليهم حكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أترى هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى الله عز وجل؟ قلت:
أعود بالله - الخبر (1).
4 - عن الشيخ الأجل أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الملقب بالصدوق (المتوفى سنة 381) - رحمه الله -: (يجب أن نعتقد أن الله عز وجل لم يخلق خلقا أفضل من محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام وأنهم أحب الخلق إلى الله و أكرمهم وأولهم إقرارا به لما أخذ الله ميثاق النبيين (يعني في الذر)... وأن الله عز وجل أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته ومعرفة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسبقه إلى الاقرار به، ونعتقد أن الله تبارك وتعالى خلق جميع الخلق له ولأهل بيته، وأنه لولاهم لما خلق الله سبحانه السماء ولا الأرض ولا الجنة ولا النار ولا آدم و لا حواء ولا الملائكة ولا شيئا مما خلق - صلوات الله عليهم أجمعين - (2).
5 - عن عميد الطائفة وزعيمها الشيخ المفيد - رحمه الله -: (يجب على كل مكلف أن يعرف إمام زمانه، ويعتقد إمامته وفرض طاعته، وأنه أفضل أهل عصره وسيد قومه وأنهم في العصمة والكمال كالأنبياء عليهم السلام، ويعتقد أن كل رسول من الله تعالى فهو نبي إمام، وليس كل إمام نبيا... وأنهم الحجة على كافة الأنام كالأنبياء عليهم السلام، وأنهم أفضل خلق الله بعد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم (3).
6 - وعنه - رحمه الله - بعد ذكر الاختلافات في هذا الباب: (فاستدل من حكم