موسى، حتى قال العلامة الطباطبائي،: (وأمر الآية فيما يحتمله مفردات ألفاظها وضمائرها عجيب، فضرب بعضها في بعض يرقى إلى ألوف من المحتملات بعضها صحيح وبعضها خلافه (1)). إلا أن الآية الكريمة بمعونة الأخبار الكثيرة المستفيضة التي جاءت من طريق العامة والخاصة تدل على أن من كان على بينة من ربه هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن الشاهد التالي منه هو علي المرتضى عليه السلام وأنه منه أي كأنه بعض من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجزء منه، بل أوصياؤه الكرام: شهداء منه واحدا بعد واحد.
فلاحظ كلام الفخر الرازي ونظرائه من العامة كيف أجرى الله الحقيقة على لسانهم! قال في تفسيره: (وثالثها (أي من الأقوال) أن المراد هو علي ابن أبي طالب - رضي الله عنه -، والمعنى أنه يتلو تلك البينة. وقوله (منه) أي هذا الشاهد من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعض منه. والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه بعض من محمد عليه السلام (2).
أقول: فإذا كان عليه السلام بعضا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون أفضل من جميع أولي العزم من الرسل:.
وقال القرطبي في تفسيره: (روي عن ابن عباس أنه قال: هو علي بن أبي طالب.
وروي عن علي أنه قال: ما من رجل من قريش إلا وقد أنزلت فيه الآية والآيتان، فقال له رجل: أي شئ نزل فيك؟ فقال علي: ويتلوه شاهد منه (3).
وقال الحافظ أبو حيان الأندلسي في تفسيره (4): (وروى المنهال عن عبادة بن عبد الله: قال علي - كرم الله وجهه -: ما في قريش أحد إلا وقد نزلت فيه آية، قيل: فما نزلت فيك؟ قال عليه السلام: ويتلوه شاهد منه).