أرسلناك إلا رحمة للعالمين (1) فلما كان رحمة لكل العالمين لزم أن يكون أفضل من كل العالمين (2).
أقول: إن هذا الدليل بعينه يدل على أن عليا عليه السلام أفضل من الكل لأنه عليه السلام عديل النبي ونفسه صلى الله عليه وآله وسلم بنص آية المباهلة كما اعترف وأذعن به الفخر الرازي فإنه في ذيل آية المباهلة بعد نقل كلام محمود بن الحسن الحمصي، وهو كلام جيد في أفضلية علي على الأنبياء - وقد قدمناه في كتابنا هذا (ص 200) مفصلا - قال: (و أما سائر الشيعة (يعني غير المحمود) فقد كانوا قديما وحديثا يستدلون بهذه الآية على أن عليا - رضي الله عنه - مثل نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا علي عليه السلام أفضل أيضا من سائر الصحابة. هذا تقرير كلام الشيعة (3) - انتهى.
فإن الفخر لم يخالف الشيعة في هذا الكلام ولم يناقشها كأنه أقر وأذعن بأن عليا نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أنه إمام المشككين. نعم، ناقش الشيعة من جهة أخرى لم نطل المقال بذكرها. يقول الآزري رحمه الله:
هو في آية التباهل * نفس النبي لا غيره إياها فعلى هذا كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من الكل يكون نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من الكل. قال الآزري رحمه الله:
لك ذات كذاته حيث لولا * أنها مثلها لما آخاها وقال - أيضا: (إن دين محمد عليه السلام أفضل الأديان فيلزم أن يكون محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأنبياء. بيان الأول: أنه تعالى جعل الإسلام ناسخا لسائر الأديان والناسخ يجب أن يكون أفضل لقوله عليه السلام: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها