الاسلام ولا يجوز لنبي إغفاله ولا تفويضه إلى الأمة، بل يحب عليه تعيين الامام لهم، ويكون معصوما من الكبائر والصغائر، وإن عليا رضي الله عنه هو الذي عينه - صلوات الله وسلامه عليه - (1).
8 - قال العلامة، السيد شهاب الدين المرعشي رحمه الله: (إن الإمامة خلافة عن النبوة وقائمة مقامها، وإذا كان كذلك كان كل ما استدللنا به على وجوب النبوة في حكمة الله تعالى فهو بعينه دال على وجوب الإمامة في حكمته أيضا لأنها سادة مسدها قائمة مقامها لا فرق بينها وبينها إلا في تلقي الوحي الإلهي بلا واسطة بشر (2).
9 - وقال - أيضا: (أصول الدين هي التي يبتني عليها الدين، وأصول دين الاسلام على قسمين: قسم منها ما يترتب عليه جريان حكم المسلم في الفقهيات، وهو الشهادة بالوحدانية والشهادة بالرسالة، وقسم منها يتوقف عليه النجاة الأخروي فقط، والتخليص من عذاب الله، والفوز برضوانه، والدخول في الجنة، فيحرم دخولها على من لم يعترف به، ويساق إلى النار في زمرة الكفار، دون العاصين والمرتكبين للذنب في الفروع فإنهم لا يحرم عليهم الجنة، وإن دخلوا النار ووقعوا في العذاب، بل يعود مآل أمرهم إلى النجاة إن ارتحلوا عن هذه الدنيا بالعقائد الصحيحة، وهذا القسم من الأصول يسمى أيضا بأصول الأيمان.
ومن القسم الثاني الاعتقاد بالإمامة والاعتراف بالإمام، فإن الإمامة مرتبة تالية للنبوة، ونسبتها إلى النبوة نسبة العلة المبقية إلى العلة المحدثة، وقد وافقنا على كونها من الأصول جمع من المخالفين كالقاضي البيضاوي في مبحث الأخبار، و جمع من شارحي كلامه (3).