لأمير المؤمنين عليه السلام بأنه أفضل من سالف الأنبياء عليهم السلام وكافة الناس سوى نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم بأن قال: قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من كافة البشر بدلائل تسلمها أكثر من الحصر، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا سيد البشر وقوله: أنا سيد ولد آدم و لا فخر، وإذا ثبت أنه عليه السلام أفضل البشر وجب أن يليه أمير المؤمنين عليه السلام بالفضل بدلالته على ذلك وما قام عليه البرهان، فمن ذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما دعا نصارى نجران إلى المباهلة ليوضح عن حقه ويبرهن عن ثبوت نبوته ويدل على عنادهم في مخالفتهم له صلى الله عليه وآله وسلم بعد الذي أقامه من الحجة عليهم، جعل عليا في مرتبة الحكم بأنه عدله، وقضى له بأنه نفسه، ولم يحطه عن مرتبته في الفضل، وساوى بيني و بينه، فقال مخبرا عن ربه عز وجل بما حكم به من ذلك وشهد وقضى وأكد فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا و نساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (1) فدعا الحسن والحسين للمباهلة فكانا ابنيه في ظاهر اللفظ، ودعا فاطمة عليها السلام وكانت المعبر عنها بنسائه، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام وكان المحكوم له بأنه نفسه، وقد علمنا أنه لم يرد بالنفس إفادة العدل والمثل ومن يحل منه في العز والإكرام والمودة والصيانة و الايثار والاعظام والإجلال محل ذاته عند الله فيما فرض الله عليه من الاعتقاد بها، ولو لم يدل من دليل خارج على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من أمير المؤمنين عليه السلام لقضي هذا الاعتبار بالتساوي بينهما في الفضل والرتبة ولكن الدليل أخرج ذلك وبقي ما سواه بمقتضاه.
ومن ذلك (أي من أدلة الأفضلية): أنه صلى الله عليه وآله وسلم جعل أحكام ولائه (ولاء علي عليه السلام) أحكام ولاء نفسه، وحكم عداوته كحكم العداوة له على الانفراد... و إذا كان الحكم بذلك من حيث ما وصفناه وجب أن يكون مساويا له في الفضل