مسلمين * قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم * (1) والمراد من الموصول (الذي) آصف بن برخيا، وزير سليمان عليه السلام كما يظهر من الروايات، وعنده علم بعض الكتاب لاكله، كما هو واضح من كلمة (من) البعضية، سواء كان المراد من الكتاب اللوح المحفوظ أو جنس الكتب المنزلة أو كتاب سليمان.
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الآية الذي عنده علم من الكتاب قال: ذاك وزير أخي سليمان بن داود عليهما السلام وسألته عن قول الله عز وجل: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال صلى الله عليه وآله وسلم: ذاك أخي علي بن أبي طالب عليه السلام (2).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل: (فأيما أكرم على الله نبيكم، أم سليمان عليه السلام؟ فقالوا: بل نبينا أكرم يا أمير المؤمنين. قال: فوصي نبيكم أكرم من وصي سليمان عليه السلام، وإنما كان عند وصي سليمان من اسم الله الأعظم حرف واحد سأل الله - جل اسمه - فخسف له الأرض ما بينه وبين سرير بلقيس فتناوله في أقل من طرف العين، وعندنا من اسم الله الأعظم اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله تعالى استأثر به دون خلقه. فقالوا: يا أمير المؤمنين! فإذا كان هذا عندك فما حاجتك إلى الأنصار في قتال معاوية وغيره واستنفارك الناس إلى حربه ثانية؟
فقال عليه السلام: بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * (3) إنما أدعو