ربه قال: (أنا أحيى وأميت) (1) وفرعون الذي قال: (أنا ربكم الأعلى) (2) ويهودا الذي هود اليهود وبولس الذي نصر النصارى ومن هذه الأمة أعرابيان (3).
14. أقول: يعجبني في هذا الموقف نقل ما ذكره ابن أبي الحديد (4) فمن قرأه و تدبر فيه يكفيه. قال:
وحضرت عند النقيب أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي البصري في سنة إحدى عشرة وستمائة ببغداد وعنده جماعة وأحدهم يقرأ في (الأغاني) لأبي الفرج فمر ذكر المغيرة بن شعبة وخاض القوم فذمه بعضهم وأثنى عليه بعضهم وأمسك عنه آخرون فقال بعض فقهاء الشيعة ممن كان يشتغل بطرف من علم الكلام علي رأي الأشعري: الواجب الكف والامساك عن الصحابة وعما شجر بينهم فقد قال أبو المعالي الجويني: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك وقال:
(إياكم وما شجر بين صحابتي) وقال: (دعوا لي أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا لما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وقال: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) وقال: (خيركم القرن الذي أنا فيه ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم الذي يليه) وقد ورد في القرآن الثناء على أصحابه وعلى التابعين وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وقد روي عن الحسن البصري أنه ذكر عنده الجمل وصفين فقال: تلك دماء طهر الله منها أسيافنا فلا نلطخ بها ألسنتنا و ثم إن تلك الأحوال قد غابت عنا وبعدت أخبارها على حقائقها فلا يليق بنا أن نخوض فيها ولو كان واحد من هؤلاء قد أخطأ لوجب [أن يحفظ