ما في الأمر أنه ناقش ابن الحسن الحمصي فيما ادعاه من الاجماع بإجماع ادعاه هو نفسه وفرضه على المسلمين فرضا. ولمحمود الحمصي أن يقول: إن إجماعا يخرج منه النخبة الممتازة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويخرج منه الهاشميون جميعا ويخرج منه الشيعة ليس بإجماع على كل تفسير يفسر به الفخر الرازي الاجماع، ولا يقام لهذا الاجماع وزن بين الاجماعات التي يدعيها المسلمون. و غير جائز في العقل أن يكون إجماع ونصف المسلمين على التقريب يقولون بأفضلية علي عليه السلام على سائر الأنبياء.
ثم يعود محمود بن الحسن الحمصي فيقول: إن المسلمين والنخبة الممتازة من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجمعوا قبل أن يخلق الله هذا الانسان (أعني الفخر الرازي) ومن على رأيه على أن عليا عليه السلام أفضل من خلق الله باستثناء محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ويبدو لنا أن هذا صحيح من وجهة الأمر الواقع، وأن هذا الاجماع هو الاجماع الصحيح المعتبر الذي يصح أن يحتج به المسلمون إذا راجعنا إلى شروط حجية الاجماع وإمكان تحققه ووقوعه (1).
كلام مزيف من صاحب المنار حول الآية:
قال في (تفسير المنار): (الرويات متفقة على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختار للمباهلة عليا وفاطمة وولديهما، ويحملون كلمة (نساءنا) على فاطمة، وكلمة (أنفسنا) على علي فقط. ومصادر هذه الروايات الشيعة ومقصدهم منها معروف، وقد اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا حتى راجت على كثير من أهل السنة، ولكن واضعيها لم يحسنوا تطبيقها على الآية، فإن كلمة (نساءنا) لا يقولها العربي ويريد بها بنته لا سيما إذا كان له أزواج، ولا يفهم هذا من لغتهم. وأبعد من ذلك أن يراد (أنفسنا)