الفصل 22 الإمام علي عليه السلام وبعض صدقاته 1 - قال أبو نيزر: (جاءني علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأنا أقوم بالضيعتين:
عين أبي نيزر والبغيبغة، فقال علي عليه السلام: هل عندك من طعام؟ فقلت: طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين، قرع من قرع الضيعة صنعته بإهالة سنخة، فقال علي به، فقام إلى الربيع - وهو جدول - فغسل يديه ثم أصاب من ذلك شيئا، ثم رجع إلى الربيع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما، ثم ضم يديه كل واحد منهما إلى أختها وشرب منها حسي من الربيع، ثم قال: يا أبا نيزر! إن الأكف أنظف الآنية، ثم مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال: من أدخل بطنه النار فأبعده الله، ثم أخذ المعول و انحدر، فجعل يضرب وأبطأ عليه الماء فخرج وقد تنضح جبينه عرقا فانتكف العرق من جبينه، ثم أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور، فخرج مسرعا وقال: اشهد الله أنها صدقة، علي بدواة وصحيفة، قال: فعجلت بهما إليه، فكتب:
(بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين: بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة، وابن السبيل ليقي بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين،