الله طاعتهم بطاعته، ومعصيتهم بمعصيته، الذين هم أساس الدين، وعماد اليقين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين من تمسك بهم نجا، ومن تخلف عنهم غرق، الذين هم أبواب مدينة علم الرسول، وهم أبواب مدينة الحكمة ومدينة الجنة ومدينة الفقه، والذين هم السبيل الواضح والطريق المهيع.
نعم، جرم الشيعة تشيعهم ومحبتهم لأهل بيت النبي عليهم السلام حتى جعل القوم التشيع والمحبة لهم: سببا للجرح والقدح في رواتهم، والبغض والنصب لهم سببا للتعديل والتوثيق، فتعسا لهم وقبحا، فأين تذهبون؟ وأنى تؤفكون؟ و الأعلام قائمة، والمنار منصوبة، والآيات واضحة، وبينكم عترة نبيكم، هم أزمة الحق، وألسنة الصدق.
قال ابن حجر العسقلاني في (هدي الساري) وهو مقدمة (فتح الباري) (ص 231): (فصل في تمييز أسباب الطعن: والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلق رافضي وإلا فشيعي).
وقال أيضا في (تهذيب التهذيب) (ج 8: ص 458): (فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمر الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الأخبار. والأصل فيه: أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان وكان أعان عليه، فكان له ديانة بزعمهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
قال العلامة الحضرموتي، السيد محمد بن عقيل، حول كلام العسقلاني:
(لا يخفي أن معنى كلامه هذا أن جميع محبي علي عليه السلام المقدمين له على الشيخين روافض، وأن محبيه المقدمين له على من سوى الشيخين شيعة، وكلا الطائفتين مجروح العدالة، وعلى هذا فجملة كبيرة من الصحابة الكرام كالمقداد وزيد بن أرقم وسلمان وأبي ذر وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وعمار وأبي بن كعب وحذيفة وبريدة وأبي أيوب وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف و