أن قال -: وحكمة ختم الآية ب (تطهيرا) المبالغة في وصولهم لأعلاه وفي رفع التجوز عنه، ثم تنوينه تنوين التعظيم والتكثير والإعجاب المفيد إلى أنه ليس من جنس ما يتعارف ويؤلف. ثم أكد - صلى الله عليه - ذلك كله بتكرير طلب ما في الآية لهم بقوله: (اللهم هؤلاء أهل البيتي...)، وأكده أيضا بطلب الصلاة عليهم بقوله:
(فاجعل صلاتك عليهم)، وأكده أيضا بقوله: (أنا حرب لمن حاربهم)... فأقامهم مقام نفسه. وألحقوا به أيضا في قصة المباهلة). انتهى ملخصا.
وقال العلامة الأميني - حشره الله مع أوليائه الكرام - في (الغدير) (1) (إن سد الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهرية والمعنوية، فلا يمر به أحد جنبا، ولا يجنب فيه أحد. وأما ترك بابه صلى الله عليه وآله وسلم وباب أمير المؤمنين عليه السلام فلطهارتهما عن كل رجس ودنس بنص آية التطهير حتى إن الجنابة لا تحدث فيهما من الخبث المعنوي ما تحدث في غيرهما، كما يعطي ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربه أن يطهره لهارون وذريته، أو أن ربه أمره أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا هو وهارون. وليس المراد بتطهيره من الأخباث فحسب، فإنه حكم كل مسجد.
ويعطيك خبرا بما ذكرناه ما مر في الأحاديث من أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يدخل المسجد وهو جنب، وربما مر وهو جنب، وكان يدخل ويخرج منه وهو جنب، وما ورد عن أبي سعيد الخدري من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إن مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته: علي وفاطمة و الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسوله الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين. ألا