جلست يوم الخميس لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين و ستمائة بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل، ودار الحديث المهاجرية، حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وأرباب الحديث، فذكرت بعد الدرس أحاديث، وختمت المجلس بفضل في مناقب أهل البيت عليهم السلام، فطعن بعض الحاضرين لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم، وفي حديث عمار في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبي لمن أحبك وصدق فيك)، فدعتني الحمية لمحبتهم على إملاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه عن مشايخنا في البلدان من أحاديث صحيحة من كتب الأئمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي لم ينل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضيلة في آبائه وطهارة في مولده إلا وهو قسيمه فيها).
هذا، وقد قال الذهبي في شأن هذا الرجل الموالي لآل الله عليهم السلام: (والمحدث المفيد، فخر الدين، محمد بن يوسف الكنجي قتل بجامع دمشق لدبره (1) و فضوله (2).
وقال محقق كتاب (كفاية الطالب): (وتبجح ابن تغرى بردي بالفعلة الدنيئة، فقال: فسر عوام دمشق وأهلها بذلك سرورا زائدا، وقتلوا فخر الدين محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في جامع دمشق، وكان المذكور من أهل العلم لكنه كان فيه شر، وكان رافضيا خبيثا، وانضم على التتار (3).
5 - نصر بن علي الأزدي الجهضمي:
قال العسقلاني: (وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن نصر بن علي وأبي حفص