الله لهم من القدرة الكاملة التي بها امتازوا عن سائر البشر - إلى أن قال: - والأولى في أمثال تلك المتشابهات الأيمان بها وعدم التعرض لخصوصياتها وتفاصيلها و إحالة علمها إلى العالم عليه السلام كما مر في الأخبار التي أوردناها في باب التسليم، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم (1).
وقال الشيخ الجليل الحسن بن سليمان الحلي، تلميذ الشهيد الأول - رحمهما الله - بعد نقل كلام الشيخ السعيد المفيد رحمه الله: (الشيخ رحمه الله اعترف بالحديث وصدقه لكنه أوله بمعنى علم المحتضر بثمرة ولايتهما والشك فيهما والعداوة لهما والتقصير في حقوقهما على اليقين بعلامات يجدها في نفسه دون رؤية البصر لأعيانهما و مشاهدة النواظر لأجسادهما باتصال الشعاع، فيقال له: أهذا الذي أنكرت من رؤية البصر لأجسادهما بعينهما وقلت: إنه ليس المراد، بل المراد العلم بثمرة ولايتهما أو عداوتهما، قل: هل هو شئ استندت فيه إلى برهان من الكتاب أو من السنة يجب التسليم له والانقياد إليه والاعتماد عليه كما روي عن الصادق عليه السلام، أنه قال:
(من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الجبال ولم يزل) أو أخذته من غيرهما (2)؟ فإنا وجدنا هذا التأويل لا يوافق الأخبار الواردة عنهم عليه السلام الصريحة الصحيحة من أن الأموات يرون الأموات و الأحياء بعد الموت وكذلك الأحياء يرونهم حقيقة في اليقظة والنوم، ويرون أهاليهم وما يسرهم فيهم وما يغمهم، ونذكر إن شاء الله تعالى بعض ما رويناه في هذا المعنى وأنه حقيقة لا مجاز.
ومنعه، من رؤيته لهما عليهما السلام بسبب عدم اتصال الشعاع، جوابه أن يقال له:
هبك علمت أن الرؤية في هذا العالم اتصال الشعاع من الرائي إلى المرئي فمن أين