قريش إلى الدار رأى كأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نائم في مكانه مغطى بالبرد الذي يتغطى به.
وهذا الذي كان من على في ليلة الهجرة إذا نظر إليه في فجر الأحداث التي عرضت للأمام علي في حياته بعد تلك الليلة فإنه يرفع لعيني الناظر أمارات واضحة وإشارات دالة على أن هذا التدبير الذي كان في تلك الليلة لم يكن أمرا عارضا، بل هو عن حكمة لها آثارها - إلى أن قال: - إنه إذا غاب شخص الرسول كان علي هو الشخصية المهيأة لأن تخلفه وتمثل شخصه وتقوم مقامه.
حين نظرنا إلى علي وهو في برد الرسول وفي مثوى منامه الذي اعتاد أن ينام فيه فقلنا: هذا خلف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والقائم مقامه - انتهى ملخصا).
4 - المقايسة بين زكريا وعلى عليهما السلام:
قال الله عز وجل في قصة زكريا: قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا * قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا * قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا * (1).
خلاصة الآيات: أن زكريا عليه السلام كان نبيا عظيما من أنبياء بني إسرائيل، وهو شيخ كبير لم يكن له ولد وكانت امرأته عاقرا، فنادى ربه نداء خفيا مستترا عن أعين الناس لأنه أبعد من الريا، قال: رب إني ضعفت قواي ووهن العظم مني - وذكر العظم لأنه عمود البدن وأساسه - واضطرم المشيب في سواد رأسي، وانتشر بياض الشعر كما ينشر شعاع النار في الهشيم، يا رب إني خفت من أبناء عمي من