علي بن أبي طالب عليه السلام عمامته السحاب فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال:
أقبل، فأقبل، ثم قال: أدبر، فأدبر، قال: هكذا جاءتني الملائكة (1).
وأخرج - أيضا - عن علي بن أبي طالب عليه السلام: (عممني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدل طرفها على منكبي وقال: إن الله أيدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين بهذه العمامة (2).
وقال الحلبي في سيرته: (كان له عمامة تسمى السحاب فوهبها من على، فربما طلع علي فيها فيقول صلى الله عليه وآله وسلم، (أتاكم علي في السحاب) يعني عمامته التي وهبها له (3).
أقول: هذا هو صحيح ما ينسب إلى الشيعة من قولهم: (جاء علي عليه السلام في السحاب)، لا ما قاله عبد الكريم الشهرستاني في (الملل والنحل): (وهو الذي (يعنى عليا عليه السلام) يجيئ في السحاب والرعد صوته والبرق تبسمه (4). فانظر كيف أول الحديث افتراء علينا.
فائدة: قال ابن المنظور في (اللسان) (مادة عمم): (والعرب تقول للرجل إذا سود: قد عمم. وكانوا إذا سودوا رجلا عمموه. وعمم الرجل: سود، لأن تيجان العرب العمائم، فكلما قيل في العجم: توج، قيل في العرب: عمم).
عود إلى بدء أقول: أما قوله: (فإن كلمة (نساءنا) لا يقولها العربي ويريد بها بنته لا سيما إذا كان له أزواج، ولا يفهم هذا من لغتهم، وأبعد من ذلك أن يراد ب (أنفسنا) علي