وأما الإرادة، فهي المصدر من باب الأفعال ل (أراد، يريد) ومنقولة من (راد، يرود). قال الراغب في (معجم مفردات ألفاظ القرآن): (والإرادة منقولة من (راد، يرود) إذا سعى في طلب شئ. والإرادة في الأصل قوة مركبة من شهوة، وحاجة، وأمل، وجعل اسما لنزوع النفس إلى الشئ مع الحكم فيه، بأنه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل، ثم يستعمل مرة في المبدء وهو نزوع النفس إلى الشئ، وتارة في المنتهى وهو الحكم فيه بأنه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل، فإذا استعمل في الله فإنه يراد به المنتهى دون المبدء، فإنه يتعالى عن معنى النزوع (1).
وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في (التبيان): (ليس يخلو إرادة الله الأذهاب الرجس عن أهل البيت من أن يكون ما أراد منهم من فعل الطاعات واجتناب المعاصي، أو يكون عبارة عن أنه أذهب عنهم الرجس بأن فعل لهم لطفا اختاروا عنده الامتناع من القبائح. والأول لا يجوز أن يكون مرادا، لأن هذه الإرادة حاصلة مع جميع المكلفين فلا اختصاص لأهل البيت في ذلك، ولا خلاف في أن الله تعالى خص بهذه فلا اختصاص الآية أهل البيت بأمر لم يشركهم فيه غيرهم فكيف يحمل على ما يبطل هذا التخصيص ويخرج الآية من أن يكون لهم فيها فضيلة و مزية على غيرهم؟ (2).
وقال العلامة الطباطبائي رحمه الله في تفسير الآية: (والمعنى أن الله سبحانه تستمر إرادته أن يخصكم بموهبة العصمة بإذهاب اعتقاد الباطل وأثر السيئ عنكم أهل البيت. (3) وأما مفهوم الأذهاب، فهو يستعمل على قسمين، مرة يطلق ويراد منه إزالة الشئ عن المحل بعد ثبوته، كقول الفقيه: (الماء يذهب القذارة والنجاسة) أو