الذي أوجب له من هذه الحال وإلا لم يكن له وجه في الفضل، وهذا كالأول فيما ذكرنا، فوجب التساوي بينهما في كل حال إلا ما أخرجه الدليل من فضله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن ذلك: قوله عليه السلام المروي عن الفئتين الخاصة والعامة: (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر) فجاء علي عليه السلام... وإذا ثبت أن أمير المؤمنين عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى فقد وضح أنه أعظمهم ثوابا عند الله و أكرمهم عليه، وذلك لا يكون إلا بكونه أفضلهم عملا وأرضاهم فعلا وأجلهم في مراتب العابدين، وعموم اللفظ بأنه أحب خلق الله إليه تعالى على الوجه الذي فسرناه وقضينا يقضي بأنه أفضل من جميع البشر - رحمه الله - إلخ (1) ومن ذلك: ما جاءت الأخبار على التظاهر والانتشار، ونقله رجال العامة و الخاصة على التطابق والاتفاق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن أمير المؤمنين عليه السلام يلي معه الحوض يوم القيامة، ويحمل بين يديه لواء الحمد إلى الجنة، وأنه قسيم الجنة و النار، ويوضع له منبر، وأنه يعلو ذروته وأعلاه، ويجلس أمير المؤمنين عليه السلام دونه بمرقاة، ويجلس الأنبياء - صلوات الله عليهم - دونها، وأنه يدعى صلى الله عليه وآله وسلم فيلبس حلة أخرى، وأنه لا يجوز الصراط يوم القيامة إلا من معه براءة من علي بن أبي طالب عليه السلام).
وقال رحمه الله: فمنها (أي من الأخبار والأحاديث التي تدل على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام): قول أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: (والله، ولو لم يخلق علي بن أبي طالب عليه السلام لما كان لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفو من الخلق من، آدم فمن دونه)، وقوله عليه السلام: (وكان يوسف نبيا وابن نبي ابن خليل الله، وكان صديقا رسولا؟ وكان والله، أبي، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أفضل منه) و قوله عليه السلام وقد سئل عن أمير المؤمنين عليه السلام: ما كانت منزلته من النبي صلى الله عليه والله وسلم؟ قال عليه السلام: