علي إسلاما يعتد به في تلك السن المبكرة إذ لم يكن عن نظر وتدبر، فقد أسلم علي حين كان صبيا لم يبلغ مبلغ الادراك والتمييز! والذي نقوله هنا هو ما قلناه من قبل وهو: أن عليا ولد مسلما على الفطرة إذ كان مرباه منذ طفولته في بيت الرسول الذي عصمه الله وعصم من كان في بيته من شرك الجاهلية وضلالها (1).
12 - قال العقاد: (وكاد على أن يولد مسلما، بل لقد ولد مسلما على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنه فتح عينيه على الإسلام، ولم يعرف قط عبادة الأصنام، فهو قد تربى في البيت الذي خرجت منه الدعوة الاسلامية، و عرف العبادة في صلاة النبي... (2).
13 - قال المقريزي ما هذا ملخصه: (وأما علي بن أبي طالب فلم يشرك بالله قط، وذلك أن الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمه سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فعند ما أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوحي وأخبر خديجة وصدقت كانت هي وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة يصلون معه... فلم يحتج علي رضي الله عنه أن يدعى، ولا كان مشركا حتى يوحد فيقال: أسلم، بل كان عندما أوحى الله إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم عمره ثماني سنين، وقيل: سبع، وقيل: إحدى عشرة سنة، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منزله بين أهله كأحد أولاده، يتبعه في جميع أحواله (1).
14 - قال (المأمون) في حديث احتجاجه على أربعين فقيها ومناظرته إياهم في أن أمير المؤمنين أولى بالناس بالخلافة: (يا إسحاق! أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله رسوله؟ قلت: الإخلاص بالشهادة. قال: أليس السبق إلى الإسلام؟ قلت:
نعم، قال: اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول: والسابقون السابقون * أولئك