(أكثر شيوخنا يفضلونه (يعنى عليا عليه السلام) على أولي العزم: لعموم رئاسته وانتفاع جميع أهل الدنيا بخلافته، لكونه خليفة لنبوة عامة بخلاف نبوتهم، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خبر الطائر المشوي: (ائتني بأحب خلقك إليك)، ولم يستثن الأنبياء، ولأنه مساو للنبي الذي هو أفضل في قوله تعالى: وأنفسنا وأنفسكم (1) و المراد المماثلة لامتناع الاتحاد، ولأنه أفضل من الحسنين في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبوهما خير منهما)، وقد جعلهما جدهما سيدين لأهل الجنة في الحديث المشهور فيهما، وقد أسند الأعمش إلى جابر الأنصاري قول النبي صلى الله عليه وآله: (أي الأخوان أفضل؟ قلت:
النبيون، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أفضلهم، وأحب الأخوة إلى علي بن أبي طالب، فهو عندي أفضل من الأنبياء، فمن قال: إنهم خير منه فقد جعلني أقلهم لأني اتخذته أخا لما علمت من فضله وأمرني ربى به (2).
12 - عن الكفعمي رحمه الله: (ثم اشتق سبحانه من نور نبيه صلى الله عليه وآله وسلم نور وليه علي بن أبي طالب عليه السلام فباسمه العظيم دعا آدم ربه فلباه، وافتخر به إذ تاب عليه واصطفاه، و افتخر به نوح إذ نجاه الله به طوفانه وطماه، وافتخر به إبراهيم إذ خلصه الله به من النار وأنجاه، وافتخر به إسماعيل إذ به من الذبح بذبح عظيم فداه، وافتخر به يوسف إذ أخرجه به من الجب وملكه مصر وأعطاه، وافتخر به يعقوب إذ دعا الله به فرد عليه ولده، وبصره بعد عماه، وافتخر به لوط إذ نجاه من القرية التي كانت تعمل الخبائث وحماه، وافتخر به أيوب إذ به كشف الله ضره وبلواه، وأهله ومثلهم معهم أعطاه.
وعن هبيرة، قال: خطبنا الحسن بن علي عليه السلام فقال: (لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه بالراية،