فإن بعث الرسل وأخذ الميثاق عليهم في القديم بولاية علي عليه السلام وجعلها محل الاهتمام العظيم في قرن أصلي الدين الربوبية والنبوة لا يمكن أن يراد بها إلا إمامة من له الفضل عليهم كفضل محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال (ص 170): (فما أعظم قدر نبينا الأطيب وأخيه الأطهر عند الله تبارك و تعالى حتى ميزهما على جميع عباده، وأكرمهما ببعث الرسل الأكرمين على الإقرار بفضلهما ورسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمامة علي عليه السلام، وأخذ الميثاق عليهم بها مع الشهادة بالوحدانية).
17 - عن العلامة السيد علي البهبهاني رحمه الله: (وقد تبين مما بيناه أيضا أن أئمتنا - سلام الله عليهم - أفضل من سائر الأنبياء حتى أولي العزم منهم، أما تقدمهم على غير أولي العزم منهم فقد اتضح مما ظهر لك من أن مرتبة الإمامة فوق مرتبة النبوة و الرسالة، وأما تقدمهم على أولي العزم منهم مع ثبوت الإمامة لهم فمن جهة أن الإمامة والولاية لها مراتب، وأتم مراتبها وأكملها ما ثبت لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا كان أفضل الأنبياء عليهم السلام ومرتبة إمامة الفرع في مرتبة أصله، فإمامة أئمتنا - سلام الله عليهم - أيضا أتم مراتب الإمامة والولاية، وقد تبين أيضا أن النبوة والإمامة قد يجتمعان كما في نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم الخليل، بل في أولي العزم مطلقا، وقد تفترق النبوة عن الإمامة كما في غير أولي العزم من الأنبياء عليهم السلام، وقد تفترق الإمامة عن النبوة كما في أئمتنا عليهم السلام.
فان قلت: ما ذكرت من أن الإمامة مرتبة فوق النبوة يتنافى مع افتراق الإمامة