في دار الدنيا، ولم أزل كذلك حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه ثياب بيض و قلنسوة بيضاء فقال لي: أنت دعبل؟ قلت: نعم، يا رسول الله! قال: فأنشدني قولك في أولادي، فأنشدته قولي:
لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت * (يوما) وآل أحمد مظلومون قد قهروا مشردون نفوا عن عقر دارهم * كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر قال: فقال لي: أحسنت، وشفع في، وأعطاني ثيابه، وها هي، وأشار إلى ثياب بدنه (1).
الاستدراك مظلوميته بجهالة الناس وحمقهم وعنادهم قال ابن أبي الحديد: وأعجب وأطرف ما جاء به الدهر وإن كانت عجائبه و بدائعه جمة أن يفضي الامر لعلي عليه السلام إلى أن يصير معاوية ندا له ونظيرا مماثلا يتعارضان الكتاب والجواب (2).
إن معاوية لما عزم على مخالفة الامام أمير المؤمنين عليه السلام أراد اختبار أهل الشام فأشار إليه ابن العاص أن يأمرهم بذبح القرع وتذكيته فإن أطاعوه فهو صاحبهم و الا فلا وأمرهم بذلك فأطاعوه وصارت بدعة أموية (3).
إن أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن القرح يذبح؟ فقال عليه السلام: القرع ليس يذكى فكلوه ولا تذبحوه ولا يستهوينكم الشيطان. (4).