بعض العامة فلاحظ كلامه!
قال الدكتور حسن إبراهيم حسن (1): (اتخذ بعض المستشرقين ارتداد بعض القبائل العربية عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دليلا على أن الاسلام إنما قام بالسيف وأن الخوف وحده هو الذي أدخل العرب في هذا الدين، وفي الحق أن العرب الذين حاربهم أبو بكر وسموا مرتدين لم يرتدوا عن الإسلام كما يتبادر إلى الذهن من تسميتهم مرتدين، وإنما كانوا فريقين: فريقا منع الزكاة فقط زاعما أنها إتاوة تدفع إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فلما انتقل إلى جوار ربه أصبحوا في حل من عدم دفعها إلى خليفته، وفي شأن هذا الفريق عارض عمر أبا بكر في حربهم محتجا بقوله عليه السلام: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: (لا إله إلا الله)... فمن قالها فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله)... وأما الفريق الثاني فقد ارتدوا عن الإسلام ولم يكونوا مسلمين (2)...) قال العلامة العسكري - حفظه الله - بعد نقل الكلام المذكور وغيره: (مما ذكرنا يظهر للباحث المتتبع أن ما وصفوه بالردة في عصر أبي بكر لم يكن بالارتداد عن الإسلام وإنما كانت مخالفة لبيعة أبي بكر وامتناعا من دفع الزكاة إليه (3).
فظهر مما ذكرنا وأوضحنا أن الناس صاروا مرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعند قبضه، وأنهم جل الصحابة وأكثرها كما شاهدت في الأخبار الماضية، ومن المعلوم أن الصحابة لم يعدلوا عن الشهادتين عموما حتى يستحقوا الطرد والبعد