تحصوا واعلموا ان خير أعمالكم الصلاة " الخ لكن في رواية ابن ماجة عن عبد الله " ان من خير أعمالكم الصلاة " وفى بعض روايات البيهقي ثبات من وفى بعضها حذفها واسناد رواية عبد الله فيه ضعف واسناد رواية ثوبان جيد لكن من رواية سالم بن أبي الجعدي عن ثوبان وقال أحمد بن حنبل لم يسمع سالم من ثوبان وذكره مالك في الموطأ مرسلا معضلا فقال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء الا مؤمن " قال صاحب مطالع الأنوار ألزموا طريق الاستقامة وقاربوا وسددوا فإنكم لا تطيقون جميع اعمال البر ولن تحصوا أن تطيقوا الاستقامة في جميع الاعمال وقيل لن تحصوا مالكم في الاستقامة من الثواب العظيم: أما حكم المسألة فالمذهب الصحيح المشهور أن الصلاة أفضل من الصوم وسائر عبادات البدن وقال صاحب المستظهري في كتاب الصيام اختلف في الصلاة والصوم أيهما أفضل فقال قوم الصلاة أفضل وقال آخرون الصلاة بمكة أفضل والصوم بالمدينة أفضل قال والأول أصح ويحتج بترجيح الصوم بحديث أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له الا الصوم فإنه لي وانا اجزى به والصوم جنة وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقى ربه فرح بصومه " رواه البخاري ومسلم وفى رواية لمسلم " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة قال الله تعالى الا الصوم فإنه لي وأنا اجزى به يدع شهوته وطعامه من أجلي " وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ان في الجنة بابا يقال له الريان يدخل فيه الصائمون لا يدخل منه غيرهم " رواه البخاري ومسلم واما الدليل لترجيح الصلاة وهو المذهب فأحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة (منها) " حديث بني الاسلام على خمس " وقد سبق وموضع الدلالة منه تقديم الصلاة على الصوم والعرب تبدأ بالأهم (وحديث) ابن مسعود رضي الله عنه قال " سألت رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم أي الاعمال أحب إلى الله وفى رواية أفضل فقال الصلاة لوقتها " رواه البخاري ومسلم وعنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فاتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله تعالى (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات) فقال الرجل إلى هذا يا رسول الله قال لجميع أمتي " رواه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أرأيتم نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه قالوا لا يبقي من درنه شئ قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " رواه البخاري ومسلم وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تفشو الكبائر " رواه مسلم وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من صلى البردين دخل الجنة رواه البخاري ومسلم البردان
(٣)