ما يتقدمه تغير من البدن عن مزاجه وثقل في الرأس خصوصا إذا غضب أو حدث به نفخ في البطن ويتقدمه ضعف في حركة اللسان وأحلام رديئة ونسيان أو فزع وخوف وجبن وحديث النفس وضيق الصدر وغضب وحدة وليس كل ضعف منه يقبل العلاج والمؤذي منه هو الذي يتقدمه هز شديد واضطراب كثير قوى ثم يتبعه سكون شديد مديد وازدياد وضرر في التنفس فيدل على كثر مادة وضعف قوة فإذا أردت ان تعلم أن العلة في الرأس أو في الأعضاء الأخرى فتأمل هل يجدد اثما ثقلا في الرأس ودوار وظلمة في العين وثقلا في اللسان والحواس واضطرابا في حركاته وصفرة في الوجه فإذا وجدت ذلك مع اختلاط في العقل ونسيان دائم أو بلادة أو رعونة ولم يكن يقل وينقص على الخلاء وربما يحدث من لين الطبيعة وبالمستفرغات فاحكم ان العلة من الدماغ وحده ثم إن لم تجد في الأعضاء العصبية وفي الطحال والكبد ولا في شئ من الأطراف والمفاصل آفة ولا أحس العليل بشئ يصعد إلى رأسه ودماغه من موضع صح عندك ان الآفة في الدماغ وعلامة الصرع السهل ان تكون الاعراض أسلم وأن يكون صاحبه يثوب إليه العقل بسرعة فيخجل كما يفيق وان تسرع إليه افاقته بالعطوسات والشمومات وبما يحرك القئ مما يدخل في الحلق قاء به أو لم يقئ وعلامة الصعب منه عسر النفس وطول الاضطراب ثم طول الخمود بعده وقلة افاقته بالتشميم والتعطيس ودون هذا ما يطول فيه الاضطراب ولا يطول الخمود أو يطول فيه الخمود ويقل الاضطراب فعلامة ما كان سببه من ريح غليظة تتولد فيه ان لا يجد معه وقريبا منه ثقلا بل يجد دويا وتمددا ولا يكون تشنجه شديدا وعلامة ما كان منه سببه البلغم فان يكون الريق حارا زبديا غليظا كثيرا ويكون في البول شئ كالزجاج الذائب ويكثر فيه الجبن والفزع والكسل والثقل والنسيان وقد يتعرف من القئ أيضا ومن لون الزبد وأيضا من لون الدم وقد يتعرف من السن والبلد والأسباب الماضية من الأغذية والتدابير وبما يدل عليه السكون والدعة ولون الوجه والعين وسائر ما علمته في القانون فان كان البلغم مع ذلك فجا باردا كان النسيان والبلادة وثقل الرأس والبدن والسبات أكثر ويكون الصرع أشد ارخاء واضعافا وهذا النوع ردئ جدا وأما الكائن عن البلغم المالح فيكون السبات فيه أقل وبرد الدماغ أخف والحركات أسلم وأما علامة ما كان سببه السوداء فقئ السواد اما الشبيه بالدم الأسود واما الحريف المحترق واما الحامض الذي تغلي منه الأرض ويكون طباع صاحبه مائلا إلى الاختلاط في ذهنه والى حلة المالنخوليا ولا يصفو عقله عند الأفواق ويستدل على السواد أيضا من لون الوجه والعين ومن جفاف المنخر واللسان والتدابير المولدة للسوداء فان كان السوداء عكر دم طبيعي كان الصرع مع استرخاء وقلة كلام ومع سكون ويكون صاحبه صاحب أفكار ساكنة هادية فان كان السوداء من جنس الصفراء المحترق وهو الحريف فان اختلاطه يكون جنونيا ومع كثرة كلام وصياح ويكون صرعه مضطربا وخفيف الزوال وربما كان مع حمى ولا سيما إذا كان سوداؤه رقيقا وان كان عن دم سوداء دموي كان أحواله مع ضحك وأنت تقدر على أن تتعرف جوهر السوداء من القئ هل هو شبيه بثقل الدم فهو سوداء طبيعي أو شبيه بثقل النبيذ فهو سوداء محترق أو خش فهو عفص يخشن الحلق ويدل على غاية برده ويبسه أو
(٨٠)