وأضعف حمى ان كان حارا وإذا كان الورم في الجانبين جميعا ظهرت العلامات التي للجانبين وربما شارك جانب جانبا إلى حد غير كثير وقد يؤدى جميع أصناف أورام الكبد الحارة والباردة إلى الاستسقاء واعلم أن ورم الكبد إذا قارنه اسهال فهو ملك * (فصل في فروق الكبد وورم العضلات الموضوعة عليه في المراق) * يعرف الفرق بينهما من جهة الوضع ومن جهة الشكل ومن جهة الاعراض أما من جهة الوضع فلان ورم العضل يظهر دائما وورم الكبد قد لا يظهر وخصوصا التقعيري وفي السمين اللهم الا ان يكون أمرا متفاقما والعضل وضعه اما في عرض أو في طول أو في وراب يأخذ أحد العضلة وقد دللنا عليه في التشريح وأما في الشكل فان شكل ما يظهر من ورام الكبد هلالي بحسب وضع الكبد يحس بفصل انقطاعه المشترك وأما العضلي فهو مستطيل أحد طرفيه غليظ والآخر رقيق وكأنه ذنب الفارة ولذلك لا يحصل بفصل انقطاعه المشترك بل تراه طويلا يلطف في طوله قليلا قليلا وربما لم ينل منه الا شيئا في الغور مستطيلا إذا كان في العضل الغائرة الموربة وهو أشبه بأورام الكبد وأما من جهة الاعراض فان الاعراض الخاصية والمشاركة التي تعرض للأورام التي في الكبد لا يكون منها في أورام العضل شئ يعتد به وإذا رأيت المراق يبادر إلى القحل واليبوسة فاحدس ان الورم كبدي * (فصل في الورم الحار) * أسبابه من جملة أسباب الورم ما فيه حرارة وأما علاماته فالعلامة المذكورة للأورام الجامعة والتي في بعض الاجزاء ويكون هناك حمى حادة إذا كان الورم في اللحمية ويشتد العطش وتقل الشهوة ويحدث الفواق والغثيان وقئ الصفراء أولا ثم الزنجاري والكراثي ثم السوداء ويحدث برد الأطراف واسوداد اللسان والغشي كل ذلك خصوصا إذا كان الورم تقعيريا ويكون سوء تنفس وألم يمتد إلى خلف والى الترقوة ولذع وخصوصا إذا كان الورم في الحدبة وإذا كان في التقعير فإنه يؤثر في أمر التنفس إذا استنشق هواء كثيرا بتمديد الورم للحجاب وضغطه إياه وضايق الاستنشاق وربما أحدث سعالا ويعرض للسان كيف كان اصفرار واحمرار شديد ثم يضرب إلى السوداء ثم يتغير لون البدن كله خصوصا إذا كان الورم في الحدبة وإذا كانت القوة قوية وخصوصا قوة المعدة خصوصا والورم في التقعير استمسكت الطبيعة وان كانت القوة في البدن والمعدة ضعيفة استسهلت الطبيعة قال بقراط البراز الخاثر الأسود في أول المرض الحار دليل على أن في الكبد ورما حارا عظيما هذا ويكون النبض موجيا عظيما متواترا سريعا والورم الحار اما ان يتحلل فتبطل اعراضه واما ان ينجمع فتكون معه علامات الدبيلة وسنذكرها واما ان تصلب فينتقل أيضا إلى علامات الورم الصلب وتبطل علامات الحار وأكثر سبب انتقاله إلى الصلابة الافراط في التبريد والتقبيض واستعمال المغلظات في الورم الحار والفرق بينه وبين ذات الجنب ان السعال لا يعقب نفثا وان الوجع يكون في اليمين وثقيلا ولون اللسان ولون البدن يتغير معه والنبض لا يكون منشاريا جدا ويتناول باليد ان كان عند الحدبة ويدل عليه تكلف النفس العظيم الاستنشاق الكثير ان كان في المقعر لضغط الورم الحجاب وتمديده إياه وربما هاج حينئذ سعال وبحران وبحران أورام الكبد الحارة الحديبة وأورام عضلها أيضا الحارة
(٣٧٠)