الغليان وللوج خاصية في ازالته إذا مضغ واستف وشرب ولعله بما يحتل الريح المغلية وكذلك الكزبرة بالسكر والحماميون صاحبه يشد اليد على العرق السباتي حتى يصيب الانسان كالغشى ولعله بما يزعج من الروح المتصعد إلى الدماغ بحملة عنيفة مستولية على المواد بالتحليل وفيه خطر ويجب ان لا يحبس اليد على العرق بقدر ما لا يطيق الانسان ان يمسك معه نفسه * (فصل في الكابوس) * ويسمى الخانق وقد يسمى بالعربية الجاثوم والنيدلان الكابوس مرض يحس فيه الانسان عند دخوله في النوم خيالا ثقيلا يقع عليه ويعصره ويضيق نفسه فينقطع صوته وحركته ويكاد يخنق لانسداد المسام وإذا تقضى عنه انتبه دفعة وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث اما الصرع واما السكتة واما ألمانيا وذلك إذا كان من مواد مزدحمة ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية ولكن سببه في الأكثر بخار مواد غليظة دموية أو بلغمية أو سوداوية ترتفع إلى الدماغ دفعة في حال سكون حركة اليقضة المحللة للبخار ويتخيل كل خلط بلونه وعلامة كل خلط ظاهرة بالقوانين المتقدمة وقد يكون من برد شديد يصيب الرأس دفعة عند النوم فيعصره ويكثفه ويقبضه ويخيل منه تلك الخيالات بعينها ولا يكون ذلك الا لضعف أيضا من الدماغ لحرارته أو سوء مزاج به (المعالجات) علاجه الفصد والاسهال بما يخرج كل خلط وان كانت الأخلاط غليظة كثيرة ينتفع بها المسهل (ونسخته) يؤخذ من الخربق مقدار درهم مع ثلث درهم سقمونيا وربع درهم شحم حنظل ودانقين انيسون ان كانت القوة قوية والا حب اللازورد أو حب الاصطمحيقون الافتيموني أو الأيارجات الكبار أيارج قثاء الحمار وأيارج روفس خاصة ثم يقوى الرأس بما تعلمه من القانون الكلى ومما ينقع منه سقى حب القاواينا على الاتصال وان كان السبب فيه بردا يصيب الدماغ فيؤثر فيه هذا الخيال فيجب ان يستعمل الادهان الحارة المسخنة القابضة والضمادات المحمرة وغير ذلك ويجب ان لا يطول الكلام فيه فقد تقدم منا ما يغنى * (فصل في الصرع) * الصرع علة تمنع الأعضاء النفسية عن أفعال الحس والحركة والانتصاب منعا غير تام وذلك لسدة تقع وأكثره لتشنج كلي يعرض من آفة تصيب البطن المقدم من الدماغ فتحدث سدة غير كاملة فيمنع نفوذ قوة الحس والحركة فيه وفي الأعضاء نفوذا تاما من غير انقطاع بالكلية ويمنع عن التمكن من القيام ولا يمكن الانسان ان يبقى معه منتصب القامة لان كل تشنج كما نبينه فاما عن امتلاء واما عن يبس واما عن قبض بسبب مؤذ وكذلك الصرع ولكنه لا يكون عن اليبوسة لان الصرع يكون دفعة والتشنج اليابس لا يكون دفعة ولأن الدماغ لا يبلغ الامر من يبسه ان يتشنج له أو يعطب البدن قبله فبقى أن سببه اما بقبض الدماغ لدفع شئ مؤذ هو اما بخار واما كيفية لاذعة أو رطوبة رديئة الجوهر واما خلط يحدث سدة غير كاملة في بطن الدماغ أو أصول منابت العصب وقد يكون ذلك من الخلط لحركة موجبة تقع في الخلط أو لغليان من حرارة مفرطة فيما يقع من السدة لا تنفذ قوة الحس والحركة نفوذه الطبيعي وبما لا تتم ينفذ منه شئ بمقدار ما فلا يعدم الأعضاء قوة الحس وقوة الحركة بالتمام واما لريح غليظة تحتبس في منافذ الروح على ما يراه الفيلسوف الأكبر أرسطاطاليس
(٧٦)