عليه المحققون للصناعة الواثقون من أنفسهم بالتفطن لتلاف ان اقتضاه هذا التدبير وبالاقتدار عليه فيبلغون به من التنقية المبلغ الشافي وأما المحدثون الجبناء الغير الواثقين من أنفسهم في ذلك فإنهم يخافون العسل ويجعلون بدله السكر وكان الأقدمون أيضا يشيرون بأدوية قوية التنقية مهيأة بالعسل حبوبا تمسك تحت اللسان ويشيرون في هذا الوقت بالأضمدة المسماة ذات الرائحة والمتخذة بالمرزنجوش والمرهم السذابي وبالجملة من سلك هذا السبيل الذي للقدماء فيجب ان يسلكه بتوق وتحرز وخوف أن يفجر ورما أو يهيج حرارة كثيرة ثم له أن يثق بعد ذلك بالنجاح العاجل فان بقيت العلة إلى الرابع عشر لم يكن بد من الحجامة وتلطيف التدبير حينئذ وإذا اشتد بهم السهر فلابد من شراب الخشخاش وإذا تواتر فيهم النفس فتدارك ضرره انما يكون بالترطيب بمثل لعاب بزر قطونا يجرع منه شيئا بعد شئ بمثل الجلاب وقد ينتفع بنطل الجنب بماء فاتر ليخف الوجع ويقل تواتر النفس فإنه ضار على ما قد عرفت وبعد الانحطاط الظاهر يستعمل الحمام ويجتنب التبريد الشديد الا فيما كان من جنس الحمرة وكذلك يجتنب التدبير المغلظ ويستقل بالتلطيف ويطبخ في المياه والأشربة المذكورة الكراث والفوذنج في آخره ويلعقون بزر القربص مع العسل فان استعصى الورم ونحا نحو الجمع دبر التدبير الذي نذكره في باب ذلك خاصة ويجب أن يحذر على الناقة من أصحاب ذات الجنب الملوحات والحرافات والامتلاء والشبع والشمس والريح والدخان والصوت العالي والنفخ والجماع فإنه ان انتكس مات هذا هو قولنا ان كانت ذات الجنب حارة خالصة واما ان لم تكن كذلك بل كانت غير خالصة وغير شديدة الحرارة فعليك بالدلك والضماد بمثل الحلبة والزفت والمحاجم * (ضماد نافع في ذلك) * يؤخذ رماد أصل الكرنب ويعجن بشحم ويضمد به والبلغمي يبدأ في علاجه بالحقن الحارة والاسهال ولا يفصد ويستعمل المحللات من الأضمدة والكمادات المذكورة التي فيها قوة ويطعم السلق وماء الكرنب وماء الحمص ودهن الزيت أو دهن اللوز الحلو أو والمر ويستعمل الضمادات والكمادات الحارة ويسقى مطبوخ يوسف الساهر الذي يسقيه بدهن الخروع واما السوداوي فيغذى بالأحساء المتخذة من الحنطة المهروسة مع العسل ودهن اللوز وباللعوقات اللينة الحارة ويتجرع الادهان الملينة مثل دهن اللوز الحلو والأحساء اللينة المتخذة من الباقلاء وقليل حلبة واللبن الحليب وخاصة لبن الأتن نافع لهم ومما ينفع فيه أن يؤخذ من القسط وزن درهم بملعقة من ماء طبيخ الشبث ودهن البلسان أو شراب العسل وهذا أيضا نافع للسعال الردئ واما الماء المجتمع في الرئة فعلاجه أخف ما نذكره من علاج المتقيحين وربما احتيج إلى بط وفيه خطر * (فصل في معالجات ذات الرئة) * ذات الرئة يجرى في علاجه مجرى ذات الجنب الا أن ضماداته يجب أن تكون أقوى ويدخل فيها ما هو مغوص ويجب أن يكون الحرص على تنقيته بالنفث أشد ويكون فيه دل الاضطجاع على الجهة المنفثة الاستلقاء مائلا إلى تلك الجهة وإذا كانت الطبيعة فيه معتقلة وجب أن يسقوا في كل يومين مرة من هذا الشراب * (ونسخته) * يؤخذ من الخيار شنبر ومن الزبيب المنقى من عجمه من كل واحد
(٢٥٥)