أو باردا أو رطب أو يابس أيا كان ساذجا أو بمادة من خلط محتبس أو منصب إليه كثيرا أو لزجا أو غليظا والمدة والقيح من جملتها أو من ريح أو من بخار واما مرض آلى من فالج أو تشنج أو انحلال فرد من تصدع أو تعفن أو تقرح أو تأكل أو من ورم بارد أو حار أو صلب أو من وجع وأنت تعلم مما نقصه عليك ان النفس قوى الدلالة وجار مجرى النبض بعد أن تراعى العادة فيه كما يجب ان تراعى الامر الطبيعي المعتاد في النبض أيضا * (فصل في النفس العظيم والصغير وأسبابه ودلائله) * النفس العظيم هو النفس الذي ينال هواء كثيرا جدا فوق المعتدل وهو الذي تنبسط منه أعضاء النفس في الجهات كلها انبساطا وافر العظم ما يستنشق والصغير الضيق يكون حاله في ذلك بالضد فيصغر ما يستنشق وكذلك في جانب الاخراج وأسباب النفس العظيم هي أسباب النبض العظيم أعني الثلاثة المذكورة فقد يظن أن الصغير هو الذي يتم بحركة الحجاب فقط وذلك ليس صحيحا على الاطلاق فإنه وان كان قد يكون ما يتم بحركة الحجاب وحده صغيرا فربما كان ذلك معتدلا فان المعتدل لا يفتقر إلى حركة غير الحجاب إذا كان الحجاب قوى القوة وربما كان النفس صغيرا فان كانت الأعضاء الصدرية كلها تتحرك إذا كانت كلها ضعيفة فلا يفي الحجاب وحده بالنفس المحتاج إليه ولا ان كانت الحاجة إلى المعتدل بل يحتاج ان يعاونه الجميع ثم لا يكون بالجميع من الوفاء باستنشاق الهواء واخراجه الواقع مثلهما عن الحجاب وحده لو كان سليما صحيحا قويا لأنه ليس واحد من تلك الأعضاء يفي بانبساط تام ولا بالقدر الذي إذا اجتمع إليه معونة غير حصل من الجميع بسط للرئة كاف معتدل وذلك لضعف من القوى أو الضيق من المنافذ كما يعرض في ذات الرئة لكن يجب أن يكون عظيم النفس معتبرا بمقدار ما يتصرف فيه الهواء مقبولا ومردودا ولن يتم ذلك الا بحركة جامعة من العضلة الصدرية وما يليها ثم لا تنعكس حتى تكون كلها تتحرك فيه العضل كلها فهو نفس عظيم بل إذا تحركت كلها الحركة التي تبلغ في البسط والقبض تصرفا في هواء كثير والصغير هو على مقابلته وقد يبلغ من شدة حركة أعضاء النفس للاستنشاق ان تتحرك منبسطة من قدام إلى الترقوتين ومن خلف إلى عظم الكتفين ومن الجانبين إلى معظم لحم الكتف وربما استعانت بالمنخرين بل تستعين بهما في أكثر الأحوال وقد يختلف الحال في الانقباض والانبساط من جهة العظم والصغر فربما كان الانبساط أعظم وربما كان الانقباض أعظم وذلك بحسب المادة التي تحتاج إلى أن تخرج الانقباض والكيفية التي تحتاج ان تعدل بالادخال والانبساط فأيهما كانت الحاجة إليه أمس كانت الحركة التي تحبسه أزيد فان احتيج إلى نفض البخار الدخاني أكثر لكثرة كميته أو حدة كفيته كان الانقباض عظيما نفخا . ان احتيج إلى اطفاء اللهب كان الانبساط عظيما وإذا اتفق في انسان ان كان غير عظيم الاستنشاق بل صغيره ثم كان عظيم الاخراج للنفس كان ذلك دليلا على أن الحرارة الغريزية ناقصة والغريبة الداخلة زائدة والأسباب في تجشم هذه الأعضاء كلها للحركة بعنف أربعة فإنها اما ان تكون بسبب عظيم الحاجة لالتهاب حرارة في نواحي القلب واما لسبب في العضل المحركة من ضعف في نفسها أو بمشاركة الأصول ومثل ما هو في آخر الدق والسل وفي جميع المدة فإنها تضعف القوة أو لعلة إليه بها خاصة أو بمشاركتها المذكورة فيما سلف من تشنج يعرض لها
(٢١٤)