نحو ذلك مما يصل إليه وقد تكون أمراض القلب بمشاركة غيره وخصوصا الرأس وفم المعدة ولا تخلو أمراض الدماغ المالنخولية والصرعية عن مشاركة الدماغ للقلب وقد ينتقل إلى القلب من مواد مندفعة من مثل ذات الجنب وذات الرئة فيكون سببا لعطب عظيم ولهلاك وإذا عرض للأخلاط نقصان عن القدر الواجب كان أول ضرر ذلك بالقلب فيتغير مزاجه وإذا خلص الحر الصرف إلى القلب مات صاحبه وربما رأيت المصرود يتكلم وقد مات بعرق وغير عرق * (علامات أمزجة القلب الطبيعية) * فاعلم أن المزاج الحار الطبيعي يدل عليه سعة الصدر في الخلقة الا ان يكون بمعارضة الدماغ وعظم النبض الطبيعي وميله إلى التواتر والسرعة عظم النفس الطبيعي وميله إلى التواتر والسرعة وفور الشعر على الصدر وخصوصا إلى اليسار قليلا ان لم يعارض ترطيب عضو آخر معارضة شديدة جدا والبلد والهواء وشدة الغضب الاقدام وحسن الظن وفسخة الامل وقد يدل عليه عظم الصدر وان لم يكن بسبب الدماغ على ما قيل واما المزاج البارد الطبيعي فيدل عليه ضيق الصدر الا للشرط المذكور وصغر النبض الطبيعي وميله إلى التفاوت أو لبطء الا أن يكون هناك بسبب يقتضى السرعة وصغر النبض الطبيعي وميله إلى البطء والتفاوت ضعف وكل وحلم لا بالتخلق والرياضة وأخلاق تشبه أخلاق النساء ودهش وحيرة وبلادة انفعال عن المحقرات وبرد البدن واما المزاج الرطب فيدل عليه لين النبض وسرعة الانفعال عن الواردات المقبضة والمفرحة وسرعة الانصراف عنها ورطوبة الجلد وان لم يقاوم الكبد واما المزاج اليابس فيدل عليه صلابة النبض وبطأ الانفعال بطأ السكون وسبعية الأخلاق يبس البدن ان لم يقاوم الكبد وأما المزاج الحار اليابس فيدل عليه النبض العظيم بمقدار وذلك لان عظمه يكون للحاجة ونقصانه ليبس الآلة والسريع خصوصا إلى الانقباض والتواتر والنفس العظيم السريع وخصوصا في اخراجه للهواء المتواتر وشراسة الخلق والوقاحة وخفة في الحركات والجلادة وسرعة الغضب للحرارة بطأ الرضا ليبس وكثرة شعر الصدر وكثافته ليبس مادته وجعودته وحرارة الملمس ويبسه واما المزاج الحار الرطب فيكون الشعر فيه أقل والصدر أعرض والنبض أعظم الا انه ألين وسرعته وتواتره دون ما يكون في المزاج اليابس إذا ساواه في لحرارة ويكون الغضب فيه سريعا غير شديد وملمس البدن حارا رطبا ان لم يقاوم الكبد مقاومة في البرد شديدة وفي الرطوبة وان كانت دون الشديدة ويكثر فيه أمراض العفونة وأما المزاج البارد الرطب فيدل عليه النبض إذا لم يكن عظيما بل إلى الصغر وكان لينا ليس بسريع ولا متواتر بل مائلا إلى ضديهما بحسب مبلغ المزاج ويكون صاحبه كسلانا وجبانا عاجزا ميت لنشاط أجرد غير حقود ولا غضوب ويكون البدن باردا رطبا ان لم يقاومه الكبد بتسخين كثير وتيبس وان لم يكن بكثير وأما المزاج البارد اليابس فيكون نبض صاحبه ليس بذلك البطء كله ويكون صاحبه بطئ الغضب ثابته حقود أجرد بارد البدن يابسه ان لم يقاوم البدن بتسخين كثير وترطيب وان قل * (فصل في علامات أمراض القلب) * من ذلك دلائل الأمزجة الغير طبيعية وقد يدل على سوء مزاج القلب ضعف وانحلال قوة وذوبان غير منسوب إلى سبب باد أو سابق أو مشاركة
(٢٦٤)