الراعي وقشور الرمان ويدلك بالخوخ الرطب فإنه شديد النفع من ذلك فإذا لم يتحلل ولم ينفتح احتيج في آخره إلى المنضجات المحللة يتغرغر بها مثل العسل باللبن ومثل طبيخ أصل السوس ومثل طبيخ التين والحلبة وطبيخ الزبيب والرزيانج وشرب أيارج فيقرا ليسهل المادة الغليظة عن فم المعدة ويجعل الأغذية من جنس ما ينضج ويحلل مثل الكرنبي والقطفي بدهن الخل فان تقيح استعمل القوابض في الفم مثل طبيخ السماق والآس والعدس وورق الزيتون والشراب العفص ومما ينفع من ذلك مرهم يتخذ من عصارة عنب الثعلب ودهن الورد والعدس المقشر والورد وان كان الورم رخوا بلغميا فقد ينفع منه ومن الورم الحار فيه البالغ منتهاه أن يحرق أصل لرازيانج ويلصق عليه وقد يسعطون في أمثالها وفي بعض الأورام الحارة التي في غلظ هذا الدواء * (وصفته) * يؤخذ من الزعفران وأيارج فيقرا من كل واحد جزء ومن الكافور والمسك من كل واحد ثلث جزء ومن السكر الطبرزذ جزء ونصف يحل من الجملة وزن دانقين في لبن جارية ويسعط به قال جالينوس ورم لسان انسان ورما عظيما وكان ابن ستين سنة ولم يكن له عهد بالفصد فلم أفصده وسقيته القوقاي وأردت أن أغلف لسانه في الضمادات الباردة وكان عشاء فخالف طبيب فرأى في الرؤيا ليلته تلك أن يمسك في فمه عصارة الخس فبرأ برأ تاما وكان ذلك وفق مشورتي واما ان كان الورم صلبا فينبغي أن تلطف التدبير وتجود الغذاء * وتستفرغ الأخلاط الغليظة بالايارجات الكبار المذكورة في أبواب سلفت ويستعمل الغراغر الملطفة ويمسك في الفم نقيع الحلبة وطبيخها بالتين وحب الغار مع الزبيب المنقى ويمسك في الفم لبن النساء أو الأتن أو الماعز وأيضا طبيخ التمر والتين بالنبيذ الحلو أو برب العنب أو بعسل الخيار شنبر ويدام الطبيعة بمثل الأيارج الصغير أو الخيار شنبر * (فصل في الخلل في الكلام) * قد ذكرنا بعض ما يجب أن يقال فيه في باب استرخاء اللسان واما الآن فنقول ان الخرس وغيره من آفات الكلام قد يكون من آفة في الدماغ وفي مخرج العصب الجائي إلى اللسان المحرك له وقد يكون في نفس الشعبة وقد يكون في العضل أنفسها وذلك الخلل اما تشنج واما تمدد أو تصلب أو استرخاء أو قصر رباط أو تعقد عن جراحة اندملت أو ورم صلب وقد يكون ذلك كما تعلم من رطوبة في الأكثر وقد يكون من يبوسة وقد تكون الآفة في الكلام من جهة أورام وقروح تعرض في اللسان ونواحيه وقد يعرض بعد السرسام لاندفاع العضل من الدماغ إلى الأعصاب وفي الحميات الحارة لشدة تجفيفها ويكون اللسان مع ذلك ضامرا متشنجا وهو قليلا ما يكون وهذه من الآفات العرضية الغير الأصلية وقد تكون الآفة في الكلام لسبب في عضل الحنجرة إذا كان فيها تمددا واسترخاء فربما كان الانسان يتعذر عليه التصويت في أول الامر الا أنه يعنف في تحريك عضل صدره وحنجرته تعنيفا لا تحتمله تلك العضلة فتعصى فإذا يبس في أول كلمة ولفظة استرسل بعد ذلك ومثل هذا الانسان يجب أن لا يستعد للكلام بنفس عظيم وتحريك للصدر عظيم بل يتسرع فيه بالهوينى فإنه إذا اعتاد ذلك سهل عليه الكلام واعتاد السهولة فيه وأما سائر الوجوه فقد ذكرت معالجاتها في أبوابها والكائن بعد السرسام فقد ينفع منه فصد العرقين اللذين تحت
(١٧٩)