معه جوهر الدماغ أيضا مشاركة أو انتقالا وذلك شديد الردائة يقتل في الرابع فان جاوزه نجا وأكثر من يموت بالسرسام يموت لآفة في النفس ولهذا الورم مواضع مختلفة بحسب أجزاء الدماغ المختلفة وربما اشترك فيه جزآن أو عم المواضع كلها وأكثر ما يكون انما يستقر عموده إلى ما يلي التجويف المقدم والى الأوسط ومبدؤه دم أو صفراء صحيحة أو حمراء صحيحة أو محرقة ضاربة إلى السواد وهو ردئ جدا وكانه ليس يكون في الأكثر الا عن دم مراري دون الدم النقي أو عن صفراء وكانه لا ينقضي الا بعرق أو رعاف وكثيرا ما يرم الحجاب والعروق التي تخرج من الرأس حتى تكاد تتفتح الشؤون معه وما كان منه اختلاط عقل مركب من بكاء وضحك ساعة بعد أخرى وهو ردئ وكذلك إذا كان انتقالا من ذات الرئة لأنه يدل على شدة حرارة الخلط وكذلك لو انتقل إلى غير الحقيقي وإذا كان عرض ان دام الثقل في نواحي الرأس والرئة ثم عرض تشنج وقئ زنجاري مات العليل في ساعته وأطول مهلته يوم أو يومان ان كانت القوة قوية وأرجى أصناف قرانطيس ان يذكر العليل ما كان يهذى به بعد خف حماه وإذا عرض لهم هموريذوس كان دليلا محمودا وإذا شخص المبرسم فتقيأ مرارا احمر وهو ضعيف فإنه يموت في يومه أو قوى فبعد يومين وما رؤي أحد به ورم في نواحي الدماغ يكون بوله مائيا فيخلص وكثيرا ما ينحل قرانيطس بالبواسير إذا سالت وقد يبرد وينتقل إلى ليثرغس وربما تخلص عنه فوقع في دق أو جنون وكثيرا ما ينتقل الغير الحقيقي إلى الحقيقي وقلما يتخلص المشايخ من علة قرانيطس وقد زعم بعض المتطببين انه ربما عرض مرض شبيه بقرانيطس من غير حمى وكونه من غير حمى دليل على خلوه من الورم قال لكنه يكون شديد القلق والتوثب لا يملك صاحبه قرارا ويكاد يتسلق الحيطان ويشتد ضجره وغمه وعطشه وضيق نفسه وإذا شرب الماء شرق به وقذفه قيل وهو قاتل من يومه في الأكثر وربما امتد إلى أربعة أيام ولن ينجو منه أحد بل يعرض لهم ان يسود وجوههم وألسنتهم وتكون أعينهم جامدة وحالتهم كحالة الملهوفين ثم تلين حركاتهم ويسقط نبضهم ويموتون وأكثر موتهم بالاختناق وتراه يعدو ثم تراه اثر ذلك قد سقط ومات أقول لا يبعد أن يكون السبب في ذلك مشاركة من الدماغ لعضو آخر كريم مثل عضل النفس إذا عرض له تشنج عظيم أو فساد آخر ينحو نحو الخناق ويتأدى إلى الدماغ فيشوشه ويفسده ويخلط العقل ويعطش بتجفيف نواحي الحلق والصدر * (فصل في علاماته المشتركة) * اما علاماته المشتركة لأصنافه الحقيقية فحمى لازمة يابسة تشتد في الظهائر على الأكثر وهذيان يفرط تارة وينقطع أخرى كراهة للكلام وكسلا عنه ويختلط العقل وأكثره بقرب الرابع وعبث الأطراف ونفس مضطرب غير منتظم ولكنه عظيم وامتداد من الشراسيف إلى فوق كثيرا واختلاج أعضاء معه وقبله ينذر به وربما كان معه نوم مضطرب ينتبهون عنه فيصيحون وتارة ينامون وتارة يسهرون ويكون في الأكثر نومهم مضطربا مشوشا مع خيالات وأحلام فاسدة هائلة وانتباه مشوس مع صياح ويكون هناك وقاحة وجسارة وغضب فوق المعهود ويبغضون الشعاع ويعرضون عنه وتضطرب ألسنتهم اضطرابا شديدا وتخشن ويعضون عليها وربما ورمت وكثيرا ما ينقطع صوتهم ويشتهون الماء فيشربون منه قليلا لا يكثرون وليس أيضا شهوتهم له كثيرة وكثيرا ما تبرد أطرافهم من غير برد من خارج يوجبه
(٤٥)