أو بحافر فرس أو حمار فان لم يغن ذلك شيئا فلابد من فصد الصافن ليخرج الدم ويمنع ضرر الامتلاء وتوريمه وربما أدر وفصد عرق مأبض الركبة أقوى من غيره * (تدبير حمياتها) * ماء الشعير نافع لها فإنه مع ذلك لا يحبس الطمث وكذلك الرمان الحلو وأكثر حمياتها لاحتباس الطمث وإذا عولجت بفصد الصافن انتفعت به * (تدبير انتفاخ بطنها) * تسقى الدحمرثا والكلكلانج وتسقى السكبينج والصعتر والمصطكى بالسوية * (تدبير أوجاع رحمها) * تجلس في الماء الفاتر وتمرخ مواضعها بدهن البنفسج العذب مفترا * (تدبير جراحها) * تعالج بالمرهم الأبيض ونحوه من المراهم الصالحة للجراحات على الأعضاء العصبية * (المقالة الثالثة في سائر أمراض الرحم سوى الأورام وما يجرى مجراها) * * (فصل في احكام الطمث) * الطمث المعتدل في قدره وفي كيفيته وفي زمانه الجاري على عادته الطبيعية في كل مرة هو سبب لصحة المرأة ونقاء بدنها من كل ضار بالكم والكيف ويفيدها العفة وقلة الشبق والتقدير المعتدل للاقراء ان تطمث المرأة في كل عشرين يوما إلى ثلاثين يوما واما ما فوق ذلك وما دونه الذي يقع في الخامس عشر والسادس عشر والتاسع عشر فغير طبيعي وإذا تغير الطمث على التقدير عن حالته الطبيعية كان سببا للأمراض الكثيرة وقلما يتفق أن يتغير في زمانه ومن مضار تغير الطمث إلى الزيادة ضعف المرأة أو تغير سحنتها وقلة اشتمالها وكثرة اسقاطها أو ولادها الضعيف الخسيس إذا ولدت واما احتباس الطمث وقلته فإنه يهيج فيها أمراض الامتلاء كلها ويهيئها للأورام وأوجاع الرأس وسائر الأعضاء وظلمة البصر والحواس وكدر الحس والحميات ويكثر معه امتلاء أوعية منيها فتكون شبقة غير عفيفة وغير قابلة للولد من الحبل لفساد رحمها ومنيها ويؤدى بها الامر إلى اختناق الرحم وضيق النفس واحتباسه والخفقان والغشى وربما ماتت ويعرض لها الأسر والتقطير لتسديد المواد وقد يعرض لها نفث الدم وقيؤه وخصوصا في الابكار واسهاله وتختلف فيها هذه الأدواء بحسب اختلاف مزاجها فان كانت صفراوية تولدت فيها أمراض الصفراء وان كانت سوداوية تولدت فيها أمراض السوداء وان كانت بلغمية تولدت فيها أمراض البلغم وان كانت دموية تولدت فيها أمراض الدم ومن النساء من يعجل ارتفاع طمثها فيرتفع في خمس وثلاثين سنة إلى أربعين من عمرها ومنهن من يتأخر ذلك فيها إلى أن توافي خمسين سنة وربما أدى احتباس الطمث إلى تغير حال المرأة إلى الرجولية على ما قلناه في باب احتباس الطمث وربما ظهر لمن ينقطع طمثها لبن فيدل على ذلك وقد يقع احتباس الطمث لاتصال الرحم * (فصل في افراط سيلان الرحم) * الافراط في ذلك قد يكون على سبيل دفع الطبيعة للفضول وذلك محمود إذا لم يؤدى إلى فحش افراط وسيلان غير محتاج إليه وقد يكون على سبيل المرض اما لحال في الرحم أو لحال في الدم فالكائن في الرحم اما ضعف الرحم وأوردته لسوء
(٥٨٥)