قلنا والصرع المراريان وقد يكون من هذا الاختلاف ما يكون بقرب فم المعدة أو فيه بعينه ويشبه الخفقان وقد يحدث لها انتفاخ لازم وثقل فيكون قريب الدلالة من ذلك وقد يدل على أورام باطنة فان أحس بانجذاب من المراق والشراسيف إلى فوق فربما دل على قئ وفي الحميات الحادة قد يدل على صداع يهيج ورعاف أو قئ على ما سنفصله في موضعه وعلى انتقال مادة إلى فوق وإذا كان انجذابه إلى أسفل ونواحي السرة دل على انتقال إلى أسفل واسهال ويؤكده المغص وتمدد الشراسيف إلى فوق مما يكثر في الحميات الوبائية وقد يكون بسبب يبس تابع لحر أو برد وقد يكون تابعا لأورام باطنة وان كانت في الأسافل أيضا وأما التي في الأعالي فتمددها إلى فوق بالتيبيس وبالمزاحمة معا وهذا الانتفاخ في الأمراض الحارة ردئ ويصحب اليرقان الكبدي وقد يحدث بهذه الأعضاء أي الشراسيف والمراق أوجاع لذاعة وأوجاع ممددة بسبب أمراض الكبد وأمراض الطحال وأورام العضل وفي الحميات والبحرانات * (الفن الرابع عشر في الكبد وأحوالها وهو أربع مقالات) * * (المقالة الأولى في كليات أحوال الكبد) * * (فصل في تشريح الكبد) * نقول ان الكبد هو العضو الذي يتمم تكوين الدم وان كان الماساريقا قد تحلل الكيلوس إلى الدم إحالة ما لما فيه من قوة الكبد والدم بالحقيقة غذاء استحال إلى مشاكلة الكبد التي هي لحم أحمر كأنه دم لكنه جامد وهي خالية عن ليف العصب منبثة فيها العروق التي هي أصول لما ينبث منه متفرقة فيه كالليف وعلى ما علمته في باب التشريح خصوصا في تشريح العروق الساكنة وهو يمتص من المعدة والأمعاء بتوسط شعب الباب المسماة ماساريقي من تقعيره وتطبخه هناك دما وتوجهه إلى البدن بتوسط العرق الأجوف النابت من حدبتها وتوجه المائية إلى الكليتين من طريق الحدبة وتوجه الرغوة الصفراوية إلى المرارة من طريق التقعير فوق الباب وتوجه الرسوب السوداوي إلى الطحال من طريق التقعير أيضا وقعر ما يلي المعدة منه ليحسن هندامه على تحدب المعدة وجذب ما يلي الحجاب منها لئلا يضيق على الحجاب مجال حركته بل يكون كأنه يماسه بقرب من نقطه وهو يتصل بقرب العرق الكبير النابت منها ومماستها قوية وليحسن اشتمال الضلوع المنحنية عليها ويجللها غشاء عصبي يتولد من عصبة صغيرة يأتيها ليفيدها حساما كما ذكرناه في الرئة وأظهر هذا الحس في الجانب المقعر وليربطها بغيرها من الأحشاء وقد يأتيها عرق ضارب صغير يتفرق فيها فينتقل إليها الروح ويحفظ حرارتها الغريزية ويعدلها بالنبض وقد أنفذ هذا العرق إلى القعر لان الحدبة نفسها تتروح بحركة الحجاب ولم يخلق في الكبد للدم فضاء واسع بل شعب متفرقة ليكون اشتمال جميعها على الكيلوس أشد وانفعال تفاريق الكيلوس منها أتم وأسرع وما يلي الكبد من العروق أرق صفاقا ليكون أسرع تأدية لتأثير اللحمية إلى الكيلوس والغشاء الذي يحوي الكبد يربطها بالغشاء المجلل للأمعاء والمعدة الذي ذكرناه ويربطها بالحجاب أيضا برباط عظيم قوى ويربطها بأضلاع الخلف بربط أخرى دقاق صغيرة ويوصل بينها وبين القلب العرق الواصل بينهما الذي عرفته طلع من القلب إليها وطلع منها إلى القلب بحسب المذهبين وقد أحكم ربط هذا العرق بالكبد بغشاء صلب ثخين وهو ينفذ عليها
(٣٤٩)