للالتهاب الملهب أو للضيق والخناق والضعف أو لضعف عضل الفم فلا تعمل عملها في النوم وذلك في الأمراض الحادة ردئ وأما ألوان اللسان فأولى المواضع بتفصيلها مواضع أخرى وعند ذكر الأمراض الحادة * (الفن السابع في أحوال الأسنان وهو مقالة واحدة) * * (فصل في الكلام في الأسنان) * قد علمت انا تكلمنا في الأسنان وتشريحها ومنافعها فيجب أن يتأمل ما قيل هناك وليعلم ان الأسنان من جملة العظام التي لها حس لما يأتيها من عصب دماغي لين فإذا ألمت أحس بما يعرض فيها من ضربان واختلاج وربما أحست بحكة ودغدغة وقد يعرض فيها أمراض من الاسترخاء والقلق والانفلاع والنتو ومن تغير اللون في جوهرها وفي الطليان المركب عليها ويعرض لها التألم والتأكل والتعفن والتكسر وقد يعرض لها الأوجاع الشديدة والحكة ويعرض لها الضرس وهو صنف من أوجاعها ويعرض لها العجز عن مضغ الحلو والحامض والتضرر من الحار والبارد وقلة الصبر عن لقاء أحدهما أو كلاهما وقد يعرض لها تغير في مقاديرها بالطبع بأن تطول وتعظم أو تنسحق وتصغر وقد يعرض فيها أنواع من الورم ولا عجب من ذلك فان كل ما يقبل التمدد بانماء الغذاء يقبل التمدد بالعضل ولو لم تكن قابلة للمواد النافذة فيها المزيدة إياها ما كانت تخضر وتسود فان ذلك لنفوذ الفضول فيها وقد خلقت الأسنان قابلة للنمو والزيادة دائما ليقوم لها ذلك بدل ما ينسحق حتى السن المحاذية لوضع السن الساقطة أو المقلوعة تزداد طولا إذا كانت الزيادة ترد عليها ولا يقابلها الانسحاق واعلم أن الأسنان قد قد يستدل على مزاجها من اللثة ولونها هل هي صفراء مرية أو بيضاء بلغمية أو حمراء دموية وهل هي إلى كمودة وسواد سوداوي * (فصل في حفظ صحة الأسنان) * من أحب أن تسلم أسنانه فيجب أن يراعى ثمانية أشياء منها أن يتحرز عن تواتر فساد الطعام والشراب في المعدة لأمر في جوهر الطعام وهو أن يكون قابلا للفساد سريعا كاللبن والسمك المملوح والصحناة أو لسوء تدبير تناوله مما قد عرف في موضعه ومنها أن لا يلح على القئ وخصوصا إذا كان ما يتقيأ حامضا ومنها أن يجتنب مضغ كل علك وخصوصا إذا كان حلوا كالناطف والتين العلك ومناه اجتناب كسر الصلب ومنها اجتناب المضرسات ومنها اجتناب كل شديد البرد وخصوصا على الحار وكل شديد الحر وخصوصا على البارد ومنها أن يديم تنقية ما يتخلل الأسنان من غير استقصاء وتعد إلى أن يضر بالعمور وباللحم الذي بين الأسنان فيخرجه أو يحرك الأسنان ومنها اجتناب أشياء تضر الأسنان بخاصيتها مثل الكراث فإنه شديد الضرر بالأسنان واللثة وسائر ما ذكرنا في المفردات وأما السواك فيجب أن يستعمل بالاعتدال ولا يستقصى فيه استقصاء يذهب ظلم الأسنان وماءها ويهيئها لقبول النوازل والأبخرة الصاعدة من المعدة وتصير سببا للخطر وإذا استعمل السواك باعتدال جلا الأسنان وقواها وقوى العمور ومنع الحفر وطيب النكهة وأفضل الخشب بالسواك ما فيه قبض ومرارة ويجب أن يتعهد تدهين الأسنان عند النوم وقد يكون ذلك الدهن اما مثل دهن الورد ان احتيج إلى تبريد واما مثل دهن ألبان والناردين ان احتيج إلى
(١٨٤)