القابضة والعفصة واللزجة فعلاجه قريب من علاج نظيره من القولنج الا ان الأنفع فيه المتحسيات والمشروبات * (فصل في ابطاء القيام وسرعته) * ذلك يتعلق اما بالغذاء بان يكون قابضا أو عفصا أو غليظا أو لزجا أو يكون لينا لزجا سيالا واما بالقوة فان القوة الدافعة ان كانت قوية دفعت وان كانت ضعيفة لم تدفع وقوة عضل البطن ان كانت قوية نقت وان كانت ضعيفة لم تنق فاحتبس وقوة حس المعي ان كانت قوية تقاضت بالقيام وان لم تكن قوية لم تتقاض وقوة المزاج فان البارد والحار جميعا حابسان وأنت تعرف التدبير بحسب معرفتك السبب * (فصل في كثرة البراز وقلته) * هذان يتعلقان بالغذاء في كيفيته وكميته وبحال ما يندفع إلى الكبد فان الغذاء الكثير الرطوبة المشروب عليه برازه كثير وضده برازه قليل وإذا اندفع الصفو إلى الكبد اندفاعا كثيرا قل البراز وإذا لم يندفع كثر وأنت تعرف مما سلف مقاومة المفرطين منه بحسب مضادة السبب * (المقالة الخامسة في الديدان) * * (فصل في الديدان) * إذا تحصلت مادة وليست مزاجا ما أوتيت أصلح ما تحتمله من هيئة وصورة ولم يحرم استعدادها الكمال الطبيعي الذي تحسبه من الصانع القدير ولذلك ما تتخلق الديدان والذباب وما يجرى مجراها عن المواد العفنة الرديئة الرطبة لان تلك المواد أصلح ما تحتمل أن تقبله من الصور هو حياة دودية أو حياة ذبابية وذلك خير من بقائها على العفونة الصرفة وهي مع ذلك تتسلط على العفونات المتفرقة في العالم فتتغذى بها للمشاكلة وتأخذها عن مساكن الناس وعن الهواء المحيط بهم وديدان البطن من هذا القبيل وليس تولدها من كل خلط فإنها ان تتولد عن المرار الأحمر والأسود لان أحدهما شديد الحرارة فلا يتولد منه الدود الرطب بل هو مضاد لمزاجه والآخر بارد يابس بعيد عن مناسبة الحياة وأما الدم فان الصيانة متسلطة عليه والحاجة للأعضاء شديدة إليه وهو مناسب للحمية الانسان وعظميته لا للدود ولا هو أيضا مما ينصب إلى الأمعاء ويبقى فيها ويتولد عنه الدود ولا هيئة الدود ولونه لا يدل على أنه من مثل المادة الدموية بل مادة الديدان هي البلغم إذا سخن وكثر وعفن في الأمعاء وبقى فيها وأنت تعلم أسباب كثرة تولد البلغم من المأكولات والتخم وضعف الهضم بأي سبب كان ومن مزاج الأعضاء الباردة وما تولده الأغذية اللينة اللزجة مثل الحنطة واللوبيا والباقلا ومن سف الدقيق واكل اللحم الخام والألبان والبقول والفواكه الرطبة والرواصيل والدسم والاغتسال بالماء الحار بعد الاكل وكذلك الاستحمام بعد الاكل والجماع على الامتلاء وأصناف الديدان أربعة طوال عظام ومستديرة ومعترضة وهي حب القرع وصغار وانما اختلف تولدها بحسب اختلاف ما منه تتولد واختلاف ما فيه تتولد أما اختلاف ما منه تتولد فلان بعضها يتولد عن رطوبة لم يستول عليها الانقسام والتفرق من جهة جذب الكبد ومن جهة شدة العفونة وبعضها يتولد عن رطوبة فرقها وقللها وصغرها جذب الكبد المتصل والعفونة وكثرة مخاوضة الثفل وإذا تولدت أعان على نقائها صغيرة اخراج الثفل لها قبل أن تعظم لقربها من مخرج ضيق وبضعها يتولد عن رطوبة بين الرطوبتين فما كان من الرطوبة في الأمعاء العالية يكون من
(٤٧٣)